تتصاعد الدعوات في سورية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على البلاد، وإجبار قوات الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من المناطق التي توغلت فيها أخيراً، حيث طالبت الحكومة السورية المؤقتة، مجلس الأمن الدولي، بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها، في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974، والذي أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأحد الماضي أنه انهار.
وفي رسالتين متطابقتين إلى المجلس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قال سفير سورية لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك إنه يتصرف "بناء على تعليمات من حكومتي" لتقديم المطالب. ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى الموجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة الجديدة. وتم توجيه الرسالتين بتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول، بعد يوم من الإطاحة بنظام بشار الأسد. وكتب السفير الضحاك "في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة من تاريخها، يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية، ومساواة، وسيادة القانون، وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل الجيش الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية، في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة".
الحكومة الانتقالية في سوريا ترفع رسالة لهيئة الامم المتحدة ضد اسرائيل
وفي السياق نفسه، طالب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم السبت، بـ"انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة". وقال في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إنه "في الوقت الذي يتوق فيه السوريون إلى السلام والأمان، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذه اللحظات التاريخية منذ نحو 14 عاماً، تشن إسرائيل هجمات تضرب حلمهم في بناء دولة حرة آمنة مستقرة، وتتوغل داخل المنطقة العازلة مع سورية وفي سلسلة من المواقع المجاورة لها في محافظتي القنيطرة وريف دمشق"
وأضاف أن "ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية تستهدف البنية التحتية، وتروّع المدنيين، واحتلال قواتها لأرض سورية، يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتعدياً على سيادة سورية وحق شعبها في العيش بأمن وسلام". ودان الدفاع المدني الهجمات والاعتداءات على الأراضي السورية، مطالباً بوقفها وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة، محذراً في الوقت نفسه "من غياب موقف دولي حازم تجاه هذه الهجمات والاعتداءات غير المبررة على الأراضي السورية، والتي تؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة، ومنع عودة الاستقرار في سورية".
وحث الدفاع المدني في سورية مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، على اتخاذ ما يلزم لضمان الوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي تهدد سلام المنطقة وتعمّق جراحها، داعياً "أصدقاء الشعب السوري إلى الوقوف بجانب السوريين أمام هذا التصعيد، والعمل على إيجاد آلية فاعلة تضمن حماية الشعب السوري ومساعدته لإعادة الاستقرار والإعمار".