كاتب المقال: إبراهيم بدوية (أبو نضال)- الرملة
تمر البلاد في حالة تخبط سياسي مع تصاعد وتيرة الحرب في جبهات عدة. فمع مرور قرابة 416 يوما على الحرب في قطاع غزة. وعدم وضوح صورة وقف هذه الحرب. ومن جهة اخرى نشاهد حجم الدمار هناك، والمجاعة والابادة والأمراض المتفشية. ويصحب ذلك التهجير إلى المجهول شرقا وغربا جنوبا وشمالا، ونقص في الموارد على كافة الاصعدة. ومن جهة اخرى تصاعد وتيرة الحرب على الجبهة الشمالية، وما تخلفه من دمار وعدم استقرار وامان لكلا الطرفين.
مع هذا الوضع الخطير، خاصة وان المعطيات تشير إلى نقص حاد في الابنية الواقية في بلداتنا وقرانا العربية الواقعة في الشمال والجليل، ونسبة المتضررين جسديا تفوق ٦٠% ممن تعرضوا للهجمات الصاروخية المطلقة من لبنان ،هم من العرب. ناهيك عن التفاوت الكبير بين ما خصصته الجبهة الداخلية ،للمدن اليهودية مقارنة بالمدن العربية.
اظن ان مطلب الساعة هو العمل بكد وجهد وتلاحم ووحدة الاحزاب العربية والمتابعة والقطرية. لأخذ دور في تحصيل هذه المباني بقدر يوازي المدن اليهودية. ومع هذا المشهد المريع للاوضاع الامنية يضاف ما يمر فيه مجتمعنا من تزايد العنف والقتل والجريمة والفلتان الامني في مدننا وقرانا العربية.
هناك اقتراح للبدء بتحريك عملية سياسية لاعادة هيكلة (القائمة العربية المشتركة) وللنيل من هذا المطلب، لا بد من تحركات في وسط القيادات العربية، وعلى رأسها لجنة المتابعة.
يجب على لجنة المتابعة تبني (لجنة الوفاق الوطني) وضمها كجزء من لجان المتابعة. وانطلاق هذه اللجنة لبدء العمل لتشكيل (القائمة المشتركة) وبدء لقاءات مع الاحزاب السياسية العربية، والتحضير لاعادتها للساحة ثانية، خاصة في ظل تصاعد اليمين المتطرف .وصولا للتأكيد على وقوفها في وجه سياساته العنصرية.
إن هذا الحراك سيبث بصيص أمل لمجتمعنا، مع تعاظم وتفاقم الركود السياسي للاحزاب كافة. يجب البدء بالحراك الاعلامي لهذه المنظومة المستقبلية، وفتح مجال ترويجها، لنكون على جهوزية عند بدء المعركة الانتخابية المقبلة. وبهذا الحراك سيتغير نهجنا التقليدي في انتخابات الكنيست، والتي يتعاظم فيها ويحتدم الصراع على الصوت العربي من قبل الاحزاب العربية وتكبر دائرة المناكفات والخلافات وتراشق الاتهامات من الجميع ضد الجميع.
لو نظرنا إلى خارطتنا السياسية بعد الانتخابات. منها انتخابات البلديات ومنها انتخابات الكنيست. لوجدنا ان نسبة الانتخابات للبلديات رؤساء واعضاء ،تفوق تعدادا عن انتخابات الكنيست .من هذا المنطلق يأتي دور اللجنة القطرية لتحديث وتفعيل والمساهمة في تمثيل البرلمانيين العرب .ودور اللجنة القطريه ،القيام بضم جميع رؤساء البلديات والمجالس العربيه واعضاء البلديات والمجالس العربية .واخذ دورهم ،للانطلاق باستفتاء من قبلهم لتكوين (القائمة المشتركة) تحت رعاية الاحزاب كافة ولجنة المتابعة.
ان الحقبة القادمة ان لم تبدأ هذه القيادات مجتمعة بتحريك هذا الركود السياسي، ستحمل وتجلب على مجتمعنا مزيدا من الضعف والهزل والتشرذم ،وبالمقابل ستزداد وتيرة العداء عليه نظرا لضعفه. فمطلب الساعة، البدء بإعادة تشكيل القائمة المشتركة. واشراك كل الطيف السياسي فيها بمن فيهم المستقلين لضمان دخول اكبر عدد من البرلمانيين العرب لردع سياسات اليمين المتطرف.