اختتم في القاعة الرياضية بمدرسة الفاروق في بلدة كسيفة في النقب، بعد ظهر اليوم الأربعاء، مؤتمر القدرات البشرية الرابع والأخير للمجتمع العربي في الداخل، والذي يهدف إلى طرح التحديات أمام التنمية في قطاع التعليم والصحة والتمكين الشبابي.

وقد شارك في المؤتمر، الذي تمحور حول مجمل القضايا الاقتصادية والتعليمية والتنموية، العشرات من رجال السياسة والباحثين والخبراء من ذوي الاختصاص، بينهم رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية الذي اشار في حديث لمراسل "كل العرب" إلى أهمية مثل هذه المؤتمرات من أجل وضع خطة مدروسة لمستقبل المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد.

وكان من بين المشاركين مُضر يونس، رئيس مجلس كسيفة – البلد المضيف – عبد العزيز النصاصرة، رئيس مجلس حورة حابس العطاونة، رئيس مجلس عرعرة النقب نايف أبو عرار وعدد من مسؤولي وموظفي السلطات المحلية العرب في النقب.

وأكد الخبراء على أهمية تطوير وتنويع التعليم الأكاديمي ومجالات التخصص، وتناولوا الثورة النسائية في مجال التعليم وأبعادها الإجتماعية والسياسية، مقابل تحديد المؤسسة الإسرائيلية لأفق التطور للطلاب العرب.

وتناول كل من بروفيسور جهاد الصانع من جامعة بئر السبع، ود. نعيم أبو فريحة، رئيس رابطة الأطباء العرب في النقب، ود. سارة أبو كف المحاضرة في جامعة بئر السبع وسليمان العمور مدير مشارك لمعهد النقب أجيك، معطيات غاية في الأهمية تمّ الكشف عنها خلال المؤتمر، في مجالات العمل ودمج الشباب العرب والتعليم والصحة والتحديات الأخرى، انتهت بحوار مفتوح من قبل رؤساء سلطات محلية وقيادات المجتمع الأهلي بين الموجود والمنشود.
وعرف الجلسات المهنية كل من د. علي أبو القيعان، د. عامر الهزيّل، وسلطان أبو عبيد الذي وجه عدد من الأسئلة الهامة إلى رؤساء السلطات المحلية المشاركين إضافة إلى قياديين في الجمعيات الأهلية.
وشارك النائب سعيد الخرومي في مداخلة أكد فيها انحيازه التام لقضية عرب النقب، قبل أن يتوجه للمشاركة في النقاش حول قوانين على مائدة الكنيست.

هذا وقد اصدر المؤتمر بيانا ختاميا ركز فيه على أهمية تضافر الجهود والطاقات المحلية لدعم التطوير الاقتصادي والاجتماعي، جاء فيه:
بحضور السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية والمحامي عبد العزيز النصاصرة رئيس مجلس كسيفة المحلي والمحامي مضر يونس رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد والعديد من رؤساء المجالس وهم: نايف أبو عرار، رئيس مجلس عرعرة النقب، حابس العطاونة رئيس مجلس حورة المحلي. وعطية الأعسم رئيس المجلس الاقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف، والسيد جعفر فرح مدير مركز مساواة، والنائب سعيد الخرومي ورجل الأعمال ابراهيم النصاصرة، والعديد من الخبراء والباحثين وهم الدكتورة سارة ابو كف - والدكتور نعيم أبو فريح والبرفبسور جهاد الصانع والاستاذ سليمان العمور، بدأت أعمال المؤتمر الساعة العاشرة صباحا وسادت أجواء الأخوة والمحبة والحوار البناء والموضوعي حول كافة القضايا المطروحة خلال المداخلات والجلسات، مما عزز ثقة الحضور وطموحهم لمناقشة التحديات الماثلة امام التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية وتنمية المهارات وايقاظ القدرات البشرية والإدارية في كل مناحي الحياة.

لخص البيان الختامي توصيات القضايا الجوهرية:
1. يثمن المؤتمر مبادرة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد لعقد مؤتمرات القدرات البشرية في الطيبة ويافا وسخنين وكسيفة لما فيها من رؤية سامية تهدف الى تنمية المهارات وتطوير القدرات البشرية والاكاديمية كرافعة لتطوير المؤسسات وتعزيز المهنية نحو عملية تنموية شاملة رصيدها الاستثمار في رأس المال البشري والتأثير على القرار واحداث الحصانة المجتمعية.
2. يرى المؤتمر ان التنمية تتطلب تظافر الجهود ومسح الاحتياجات وتحليل المخاطر الاجتماعية والتحديات السلبية من مصادرة الأرض وهدم البيوت والفقر والبطالة والعشائرية والجريمة والعنف بكل اشكاله وتتطلب التنمية شراكة مجتمعية وتعزيز هذا النهج بمهنية عالية.
3. يثمن المؤتمر ضرورة المشاركة الفعالة للمرأة في جميع مجالات الحياة التعلمية والأكاديمية والاجتماعية والسياسية ودور المرأة في الحصانة المجتمعية وبناء المجتمع ويدعو الى دعم وتنمية مكانة المرأة ودورها الفعال نحو التنمية والتطوير والوصول الى سوق العمل بكافة المركبات
4. يبارك المؤتمر منهج التخطيط الاستراتيجي للسلطات المحلية ويشمل ذلك التربية والتعليم المنهجي وغير المنهجي والتعليم العالي والبحث العلمي والرفاه الاجتماعي والصحة والتطوير الاقتصادي وجودة الحياة.
5. يدعو المؤتمر الجماهير العربية أفرادا وجماعاتٍ حركاتٍ وأحزابا إلى الوحدة والتعاون في مواجهة سياسات الحكومة الإسرائيلية، وسعيها الدائم إلى حصار التجمعات العربية واستمرارها في سياسة هدم البيوت في كل قرانا ومدننا العربية، وسعيها إلى الاستيلاء والتضييق على الأهل في النقب والمدن المختلطة وكافة البلاد.

هذا الواقع يتطلب وحدة صفٍ وتنسيقاً دائماً وتعزيزاً لدور لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الإطار الجامع للجماهير العربية في الداخل في التصدي للسياسات العنصرية الظالمة بحق أهلنا في الداخل الفلسطيني.

6. يدين المؤتمر العام حوادث العنف والإجرام المتكررة في بلداتنا وقرانا العربية وفقدان الأمن الشخصي ويدعو أبناء شعبنا ومجتمعنا العربي وكافة الأطراف في البلاد إلى تضافر الجهود ونبذ العنف والوقوف صفا واحدا أمام نكبة العنف والقتل والترويع ضد أبناء شعبنا الآمن ويؤكد المؤتمر أن الحل لهذا الوباء المجتمعي الخطير هو التمسك بالثوابت الوطنية والأخلاق الإنسانية الحميدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليرتدع الظالم وينزجر المجرم.
7. يتابع المؤتمر بقلق شديد ما تنفذه إسرائيل من سياسات تدميرية في القدس الشريف والشيخ جراح، تهدف إلى المس المباشر بالهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، وفرض واقع يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية، ويدعو احرار العالم والمجتمع الدولي إلى إجبار إسرائيل وقف أعمال التهويد المتسارعة.
8. يعبر المؤتمر عن قلقه إزاء حالة الانقسامات الفلسطينية القائمة في الضفة والقطاع والتي لا تخدم القضية الفلسطينية، كما ويدعو المؤتمر الى المحافظة على حقوق الانسان وتأكيد وحدة الصف والشعب لتذليل العقبات وتجاوز التحديات لتحقيق الأمن والعيش الكريم لأبناء الشعب الفلسطيني.
9. يدعو المؤتمر أبناء الأمة إلى الوحدة في مواجهة الهجمات والمؤامرات التي تحيكها وتنفذها قوى البطش والغطرسة والاستكبار دون أي اعتبار لحقوق هذه الشعوب وخصوصياتها.
10. يحث المؤتمر الى تظافر الجهود لكافة الجمعيات والقطاع الخاص والعمل الأهلي والتطوع في جميع مجالات الحياة وكل على نافذة، لتطوع والتكافل الاجتماعي وتعزيز هذه القيمة وترسيخها مع الموروث الثقافي الفزعة – والعونة – والنخوة وتآلف القلوب والتأكيد على فئة الشباب في الطليعة لأنهم مستقبل الأمة"، بحسب البيان.