قبل تحقيق الاعتراف بقرى النقب غير المعترف بها سواء كانت اربعة او اربعة عشر ، تاكد ان الحديث عنها وقبول التفاوض عليها اصلا هو انجاز بحد ذاته ، قد عجز عنه كل رجالات السياسة مذ وجدوا ، بل اكتفوا سابقا باخذ الصور فوق ركام العراقيب .
قبل توقيع الاتفاق مع الموحدة ( إن وقع ) ، تاكد ان مجرد التفاوض معهم بنِدّيّة ، وتبادل مصالح كلُ لوجهته، ومن فوق الطاولة ، وتحت اضواء كل الاعلام الاسرائيلي بتوجهاته المتباينة ، هو بحد ذاته إنجاز قد حقق وإنتزع الشرعية العربية من الشارع الاسرائيلي دون اي خسائر او تراجع عن أي ثوابت ، بل تلخص بإعطاء او الإمتناع عن تصريح هنا او هناك . بنود التفاوض التي تطالب بها الموحدة - ذات الاربعة نواب - تُلخص كل مطالب الوسط العربي الاولية بل وتزيد ، وهذا يلغي كل شعارات المشتركة التي كانت حملاتها الانتخابية تنادي " بنواب اكثر لتاثير اكبر " ، فواقع الحال يظهر ان الامور تقاس بنوعيتها وليس بكميتها التي يبدو انها كانت لخدمة مصالح الاحزاب نفسها لا اكثر .
استمرار لجنة تفاوض الموحدة حتى الساعات والدقائق الاخيرة ينم عن خبرة وإلتزام وتمالك اعصاب يُثنى عليه ، كونه يوازي قدر ومنزلة اكبر سياسيي واستراتيجيي الساحة الاسرائيلية بكل حنكتهم ، لنرى الموحدة ايضا تتجرأ إشتراط ان تتم المصادقة/التصويت على الاتفاق قبيل تشكيل الحكومة الفعلي، وكأن يدهم هي العليا في كل مراحل التفاوض .
اخواني حتى الان الطريق نفسها في نظري انجاز معتبر ، ويقيني ان الحاصل قد وضع الوسط العربي امام طريق ليس له إلا الصعود نحو الافضل، فمشوار الالف ميل يبدأ بخطوة ، وها هي الموحدة تقفز بالسياسة العربية لأميال .