في السنوات الأخيرة إرتفع عدد الطلبة الذين حصلوا في قرية جسر الزرقاء على شهادة البجروت بشكل كبير، وبالإضافة إلى ذلك أيضاً خريجي الجامعات في كافة المواضيع، وتشهد قرية جسر الزرقاء الساحلية نهضة في مجال التعليم، بالرغم من كل التضييقات التي تتبعها المؤسسة الإسرائيلية بحق القرية.
وبصدد الارتفاع الملحوظ بعدد الحاصلين على شهادة البجروت، زار مراسلنا قرية جسر الزرقاء، واجرى بعض المقابلات، ومن ناحيته قال مدير مدرسة المنارة الثانوية في جسر الزرقاء، لكل العرب:" عملنا على بناء خطة عمل وهي خطة خماسية على مدار هذه السنوات، ومن شأن هذه الخطة رفع عدد الطلاب الحاصلين على شهادة البجروت، ومن جانب آخر العمل في آن واحد على ان تكون الشهادة ذات جودة عالية تؤهل الطلاب للالتحاق في المؤسسات التعليمية الأكاديمية، وفي المرحلة الاولى كان هناك نوع من التشخيص للمدرسة وأيضاً لنوعية الطلاب، وعمل مكثف لطلاب الوسط فما دون او كما تسمى صفوف "שחר"، الذين لم يحظوا في السابق للاهتمام المناسب، هذه الطبقة من الصفوف كان بها نسبة الحصول على شهادة البجروت 10%، اذ إننّا رفعنا نسبة الحاصلين من 10% إلى 90%، وهذا الأمر أثر بشكل كامل على نسبة الحاصلين على شهادة البجروت في المدرسة بشكل عام، والارتفاع كان تدريجيا إذ بكل عام كان الارتفاع يتراوح ما بين 10% إلى 12%، وخلال الأربعة سنوات حصلنا على نسبة ما يقارب 60% أي من 20% الى 60% وهذه نسبة كبيرة بالنسبة لنا".
تخصصات جديدة وغنية في المدرسة الثانوية
وأضاف عماش: "واكب هذا الارتفاع فتح تخصصات جديدة في المدرسة، إذ تم افتتاح تخصص فيزياء في المدرسة، وأيضاً بدأنا تقديم طلاب لخمسة وحدات في موضوع الرياضيات، كان في البداية عدد الطلاب في الخمسة وحدات لموضوع الرياضيات طالبين أو ثلاثة اليوم يوجد أكثر من 15 طالب في هذا الفرع، وهذه التخصصات تعطي لطلاب جسر الزرقاء فرصة للالتحاق في الجامعات".
وبشأن تخرج الطلاب من الجامعات، قال الأستاذ مراد: "من الطبيعي جدًا أن يرتفع عدد الطلاب الذين سيتخرجون وسيلتحقون في الجامعات، وفي الوقت الحالي عدد الطلاب الذين حصلوا على شهادة البجروت مرتفع، لذلك نعم نتوقع إزدياد كبير، وستعبر جسر الزرقاء ثورة في مجال التعليم الأكاديمي".
بخصوص تأثير أزمّة الكورونا، أوضح عماش: "ارى ان تكون جائحة كورونا فرصة للانتقال إلى الأمام، قررنا أن نستغل هذه الفترة لنصنع منها جسرا لنجاح الطلاب، وعندما قررت وزارة المعارف تحويل الامتحانات لأن تكون داخلية وخارجية كان نوع من التفهم للطلاب، ومن شأنها منح الطلاب ان يمروا بهذه الفترة بشكل إيجابي وليس سلبي، وعملنا على تحضير الطلاب بالشكل الكافي لامتحانات البجروت، وحسب الامتحانات التي أجراها الطلاب خلال هذه الفترة أرى أن النسب لم تكون أقل من السنوات السابقة".
خلال السنوات القادمة سيصل عدد الخريجين 90%
وعن إرتفاع عدد الطلاب في السنوات القادمة، أعرب الإستاذ مراد:" إذا بقينا على نفس وتيرة العمل أتوقع ان تصل جسر الزرقاء نسب ال 90%، لأنه يوجد نوع من الإهتمام لدى الطلاب أن يحصلوا على شهادة البجروت، في السابق كان الطلبة ينجذبون إلى الفشل أكثر من النجاح ولكن اليوم الأمر على العكس تمامًا، إذ ان الطلبة أصبحوا يرون انّه يوجد أمل للنجاح، عندما يكون تركيز الطلبة على النجاح وعلى الذين حصلوا على شهادة البجروت الأمر الذي يحفز باق الطلبة للنجاح، بينما كان في السابق كان عدد الطلبة الغير حاصلين على بجروتكبيرة فكان يجذب أيضاً الطلبة الآخرين".
ومن جانبه، قال مدير قسم المعارف في جسر الزرقاء السيد علي جدو عماش:" أهم الأهداف في قسم المعارف في المجلس المحلي، هو رفع عدد الطلاب الحاصلين على شهادة البجروت، وهذه السياسة التي نتبعها في المجلس من أجل دعم الطلبة، وذلك لإيماننا الكامل أن شهادة البجروت مهمة جدًا لتوصيل الطالب إلى مفترق الطرق الذي يوصل الطلبة إلى الجامعات والكليات".
ندعم كافة الطلبة ليلتحقوا في الجامعات
وتطرق جدو: "عدد المعلمين في جسر الزرقاء ما يقارب على 450 معلم، ونحن ندعم طلابنا للإنتساب إلى دور المعلمين من أجل ان يعودوا يخدموا بلدهم جسر الزرقاء، وفي كل عام نرصد ميزانية ما يقارب على 120 ألف شاقل لدعم طلبة البجروت وخاصّة في المواد الأساسية والعلمية والتي يعاني منها الطلاب من صعوبات، والمدرسة تعد برنامج بالتنسيق مع المجلس المحلي وقسم المعارف، ويتم الاتفاق على الخطة ونعمل سويا، من أجل دعم وتعزيز هؤلاء الطلبة لرفع مستوى التحصيل والامتياز بشهادة البجروت بمعدل يؤهلهم للدراسة في الجامعات داخل الدولة".
شعارنا من الروضة الى الجامعة
وبشان خريجو الجامعات، قال جدو:" اريد انوّه ان غالبية الخريجين من الجامعات بكافة المواضيع، أنهوا دراستهم في المدرسة الثانوية الشاملة في جسر الزرقاء، وجمعينا نعتز ونفتخر بهذا الصرح التعليمي، ونسعى بالمجلس المحلي دعم جميع مراحل التدريس من الروضات وحتى الجامعات، وهذا هو الهدف الأسمى، وشعارنا من الروضة إلى الجامعة".
وأضاف جدو: "من أجل دعم وتعزيز طلاب الروضات، نعمل سويا مع قسم الشؤون الإجتماعية، وهناك برنامج للتواصل مع جميع الفئات العمرية للطلاب، ونتواصل مع الأهالي لنزرع روح التنافس البنّاء، وأقصد بذلك على أن اسعى لكي يلتحق إبني في الجامعات مثل إبن الجيران، لتصبح المنافسة على العلم، لأن العلم هو السلاح الوحيد لأبناء قريتنا، ولكل مجتمع".
نقلة نوعية مقارنة قبل خمسة أعوام
وبدوره، قال عضو المجلس المحلي ورئيس لجنة التربية والتعليم ورئيس لجنة أولياء الأمور سابقًا السيد محمد لطفي:" في السابق شغلت منصب رئيس لجنة الآباء ما يقارب على 11 عام، وكان العديد من الطموحات التي عملنا على تحقيقها، وكان من بين هذه الطموحات أن يكون مستوى مدارسنا كباق مدارس الدولة، واليوم حققنا بعض الأهداف واكتشفنا مواهب جديدة في طلابنا من الروضات وحتى المراحل الثانوية".
وبشأن المدرسة الثانوية، قال:" قبل خمسة أعوام كان تحصيل التعليم متدني ولكن اليوم التحصيل أعلى من السابق بكثير، وكعضو مجلس هناك نقلة نوعية للأفضل، وذلك لأننا نعمل على أن يكون طلابنا أفضل الطلاب في الجامعة".
المعلم الذي يدرس أبناؤه خارج البلدة لا ثقة لنا به
ووجه محمد لطفي: "كل الخريجين من الجامعات وحتى الصناعيين في الجسر هم خريجين المدرسة الثانوية الشاملة المنارة في جسر الزرقاء، واشدد على أن طلابنا هم خريجين الجسر، وشددت لأنه تصلني أقاويل في الآونة الأخيرة ان هناك فئة معينة في البلدة ينون إخراج أبنائهم لكي يدرسوا في مدارس خارج الجسر، والمؤسف أكثر أن الذين ينون إخراج أبنائهم هم معلمين وأيضاً موظفون في المجلس المحلي، ومن جهتي كل شخص يُخرج ابنه ليدرس في مكان آخر، لا يوجد لديه ثقة وأمان في ذاته، ومعلم المدرسة الذي يخرج ابنه من البلدة ليدرس في مكان آخر، كيف لأهالي القرية أن تثق به ليدرّس أبنائهم، وكيف لي ان أثق بك ان تدرس إبني، وأنت تدرس أبنك خارج البلدة".