جاء في البيان:
الكتاب بعنوان: "ناقدان في الأدب العربيّ الحديث- محمود أمين العالم وأدونيس" وهو عبارة عن دراسة "تسعى إلى الوقوف على تصوّر شامل لطبيعة النّقد واتّجاهاته في الأدب العربيّ الحديث منذ منتصف القرن الماضي من خلال منظور اثنين من النّقاد العرب ساهما في تطوّر الحركة النّقديّة في العالم العربيّ
عمّم سيمون عيلوطي، المنسّق الإعلاميّ في مجمع اللغة العربيّة بيانًا، جاء فيه:"صدر حديثًا عن مجمع اللّغة العربيّة في الناصرة، كتاب جديد للباحث الدّكتور أحمد كامل ناصر، بعنوان: "ناقدان في الأدب العربيّ الحديث- محمود أمين العالم وأدونيس"، وقد زيّنت غلافَ الكتاب لوحة جميلة حملت صورة للناقدين "العالم وأدونيس"، وجاء بطباعة أنيقة، اشتمل على (278) صفحة من القطع الكبير، وهو عبارة عن دراسة "تسعى إلى الوقوف على تصوّر شامل لطبيعة النّقد واتّجاهاته في الأدب العربيّ الحديث منذ منتصف القرن الماضي من خلال منظور اثنين من النّقاد العرب ساهما في تطوّر الحركة النّقديّة في العالم العربيّ، وتركا بصمة بارزة في الممارسات الثقافيّة والفكريّة في الأدب العربيّ الحديث هما: محمود أمين العالم (1922-2009) وعلي أحمد سعيد المعروف بأدونيس (1930)".
غلاف الكتاب
وتابع البيان:"ضمّ الكتاب مقدّمة وأربعة فصول، توزّعت على: 1- "النّقد في الأدب العربيّ الحديث". 2- "محمود أمين العالم في الثقافة المصريّة". 3- "أدونيس (1930)". 4- "مقارنة بين العالم وأدونيس". كما اشتمل الكتاب على خاتمة وخلاصة. وقد تحدّدت الدّراسة بإطار زمنيّ يمتد من منتصف القرن الماضي ويتوقّف في عام 2000، يرصد من خلالها الباحث الدّكتور أحمد كامل ناصر، "مرحلة دقيقة من مراحل النّقد الأدبيّ، تميّزت بخصائص وتوجّهات جديدة ومواقف نقديّة مختلفة تبلورت وتشكّلت في هذه المرحلة الزّمنيّة".
واضاف البيان:"عالج الكاتب في الفصل الأوّل من دراسته: "الظّروف العامّة التي شهدها النّقد الأدبيّ منذ منتصف القرن الماضي وحتّى منتصف القرن العشرين"، كما أسلفنا، ثمّ وقفَ "على المتغيّرات الفكريّة والسّياسيّة والثقافيّة التي كان لها أثر في تطوّر حركة النّقد الأدبيّ"، ثم قام ب"استقراء تّاريخيّ لهذه الحقبة الزمنيّة عن خطوات نقديّة مهمّة بلورت مفهوم النّقد الأدبيّ، بداية من الممارسات النقديّة للشيخ حسين المصرفي" الذي ساهم في تطوّر النّقد، خاصّة في كتابه "الوسيلة الأدبيّة في علوم العربيّة". متوقّفًا عند أهم الاتّجاهات النّقديّة التي ازدهرت في النّصف الأوّل من القرن العشرين، مثل: الاتّجاه الجّماليّ، التاريخيّ. الانطباعيّ، النّفسيّ، إضافة إلى توقّفه عند الاتّجاهين: الأيديولوجيّ والتّعليميّ.
القسم الثّاني من الدّراسة، خُصّص لمناقشة محمود أمين العالم، بوصفه ناقدًا للأدب العربيّ الحديث، واشتمل على ثلاثة فصول، الأوّل: عالج فيه كتاب "في الثقافة المصريّة" الذي صدر سنة 1955، وهو كتاب مشترك لمحمود أمين العالم وزميله عبد العظيم أنيس.
في الفصل الثّاني، ناقش صاحب الدّراسة، الدّكتور ناصر، "موقف العالم من النّقد الأدبيّ والتّنظير الأيديولوجيّ"، ورأى "أن العالم استطاع بذكائه النقديّ والفكريّ أن يمزج بين التّنظير الأيديولوجيّ/الاجتماعي مع انحياز واضح نحو النّقد الأيديولوجيّ." مشيرًا "إلى أن هذا الانحياز ربّما كان بسبب إيمانه بالفكر الاشتراكيّ الماركسيّ."
في الفصل الثالث: يتناول الباحث مسألة تحوّل العالم "من الماركسيّة إلى البنيويّة"، محاولا إثبات ذلك من خلال وقوفه على مناقشة العالم لثلاث روايات لصنع الله إبراهيم في كتاب "ثلاثيّة الرّفض والهزيمة" مبيّنًا بأن هناك "إضافات وإشارات نقديّة مبطّنة، تؤكّد أنّ محمود أمين العالم تحوّل في ثمانينيّات القرن الماضي من الماركسيّة إلى البنيويّة"، شارحًا الأسباب الموضوعيّة التي أوصلته إلى هذا "التّحوّل المنهجيّ" الذي يعود إلى الشعور "بخيبة الأمل التي أصابت الكثير من أدباء ونقّاد العرب في ستينات القرن العشرين نتيجة للهزيمة" التي وقعت سنة 1967.
أما ما يخص أدونيس: فقد وقف الكاتب في بحثه على تصوّر أدونيس كناقد للشّعر العربيّ، ووزّعه على ثلاثة فصول أيضًا.
الفصل الأوّل، بعنوان "تصوّر أدونيس للشّعر العربيّ القديم" تطرّق فيه الباحث إلى "رؤية أدونيس للشّعر العربيّ القديم بداية من الفترة الجاهليّة، مرورًا بصدر الإسلام، وقوفًا على العهد العبّاسيّ، ووصولا إلى عصر الجّمود، كما سمّاه أدونيس"، ويحدّده بالفترة الواقعة بين (1000-1900)، وقد اعتمد صاحب الدّراسة في ذلك على عرض أدونيس للحياة الجاهليّة في كتابه "مقدّمة للشّعر العربيّ".
في الفصل الثّاني، يبحث الكاتب "تصوّر أدونيس للشّعر العربيّ الحديث"، مفردًا مساحة لتصوّر أدونيس بأنّ الشّعر الجديد هو عبارة عن "رؤيا، وخرق للعادة ونبوّة. وأنّ الشّاعر في مفهومه صاحب رسالة سماويّة. واللغة الشّعريّة الجديدة تسمو مفرداتها بمعانيها إلى ما وراء الوجود".
في الفصل الثالث، يركّز الباحث على "تصوّر أدونيس للغة الشّعر العربيّ"، محاولا الوقوف "على أهم العناصر الأساسيّة للغة الشّعر العربيّ الحديث في تصوّر أدونيس"، ثمّ يتطرّق إلى "البنية الإيقاعيّة في تصوّر بعض النّقاد"، ويرى "أنّ الإيقاع المتمثّل بالقافية والوزن في منظور أدونيس لا توجد له أهميّة كبيرة"، مفنّدًا ذلك بإسهاب.
أما الفصل الرّابع من الدّراسة، فقد خُصّص لمقارنة بين محمود أمين العالم وأدونيس. مفادها بأن "كليهما تأثّر بالثّقافة الغربيّة". و "أنّ هناك مجموعة كبيرة من العاملين في ميدان الأدب العربيّ: أدباء ونقّاد، يرون أنّ النّاقدين محمود أمين العالم، كناقد ماركسيّ، وأدونيس، ناقد الحداثة العربيّة ساهما مساهمة واضحة في تطوّر النّقد في الأدب العربيّ الحديث".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدّراسة "ناقدان في الأدب العربيّ الحديث- محمود أمين العالم وأدونيس"، هي الأطروحة التي نال عنها الدّكتور أحمد كامل ناصر شهادة الدّكتوراه من جامعة تل أبيب سنة 2012، بإشراف البروفسور محمود غنايم"، إلى هنا البيان.