بعد الاجتماع الذي عقده اهالي قرية اقرت المهجرة، توصل المجتمعون الى اصدار البيان التأسيسي للجنة وصلت نسخة منه الى موقع العرب. وقد جاء في نص البيان ما يلي:

أهلنا الأحباء,
مع وصول مسيرة هيئة المبادرة الاقرتية الى نهايتها، ومع انجاز الاستفتاء وتلخيص نتيجته، نكون قد دخلنا مرحلة تكونت فيها " لجنة اهالي اقرت ".
هنا نتوجه بالامتنان لكم جميعا لمساهمتكم الفاعلة في تشكيل هذا الجسم التمثيلي، الذي سيباشر عمله معكم وبمشاركتكم بغية اعادة الحق المسلوب في إقرت لأبنائها.
لا بد من كلمة حق لأجيالنا مواليد إقرت: لقد تحملتم مرارة التهجير ولوعة الغربة، لكنكم صمدتم حاملين راية العودة إلى إقرت وحتمية استعادة كامل الحقوق فيها. بنضالكم الدؤوب أصبحت إقرت رمزا وعنوانا يُقتدى به. نعاهدكم مواصلة المسيرة لنجعل العودة واقعاً، وان نصمد كما كان ثباتكم تجاه التحديات.

مُنطلقنا
واقع تشتتنا في عدة أماكن، وغياب عنوان لنا يكون مرجعاً وإطاراً قيادياً للمسيرة الإقرتية، هما أهم جوانب الحالة الحساسة والحرجة التي أصبحنا فيها. مع ذلك ما زلنا نحمل راية الانتماء، ونسعى إلى اللقاء سوية في رعية مجتمعية واحدة. فيما تحيط بنا مخاطر غياب القضية بغياب أصحابها لو تركنا الأمور تسير تلقائياً، فيُطوى مشروع إعادة عمران إقرت والعودة، بعدما سار أهلنا طريق نضال طويل شاق أليم، في ظروف معيشية واجتماعية ونفسية صعبة، تمكنوا خلالها بالتعاضد أن يجتازوا نكسة الاحتلال وجريمة التهجير وخراب البيت، وأن يرصوا الصفوف ويستردوا مقدساتنا في إقرت بالاعتصام والتصدي المرير.

تطلعاتنا
إننا نرى في المستقبل القريب فرصة إعادة لحمتنا وتقوية عرى الانتماء بيننا نحن: أهل، شركاء وأصحاب قضية حقوق ومصالح، حقوق مادية موروثة وحقوق نجددها كما هو حال كل مجتمع. إننا نرى أية علاقة تُحكم بمنظومة قِيَم تُنير درب وفاقنا الإقرتي:
- التعاضد لا فت العضد، التآخي لا التنافر.
- التكافل لا التنافس، تنسيق الجهود لا هدرها.
- الاختلاف في الرأي وتوحيد المسعى، لا الخلاف على آليته وتفكيك الصف.
وإن لم يكن من بُد، فلنعمل ألا يكون الخروج عن الوفاق خروجاً عن علاقة الودّ والرفق بيننا كأهل، ولا خروج عن أدبيات الشراكة.

إخوتنا،
علينا مسؤولية العمل عالمين أن انتدابنا هو لإعادة العمران والعودة بإذن الله، آخذين بعين الاعتبار الرصين الرأي المُعارض الذي هو جزء متكامل منا. نقد السعي انما هو تعبير عن تحمل اصحاب الراي المعارض المسؤولية، ليس بأقل من رأي الساعين وكل ذلك على اساس الوفاق الإقرتي. إن نجاح مسيرتنا جمعاً، منوط بالتدخل الايجابي والفعّال من جميع الاهل شيبا وشبابا. هنا نرى اللجنة إطاراًَ يوجه المسيرة ويقودها بالفعل لا أن يقوم بها كاملةً بالنيابة عنكم أهلنا. وجسماً يرعى إجماعنا كُلّ بدوره على لمس جوهر المسؤولية. في القريب هناك ضرورة تكملة بناء وتنظيم وهيكلة القيادة الإقرتية برمتها على نحو يضمن سلاسة عملها وشفافيته التامة.
في الآونة القادمة نصبو إلى تكثيف الجهود على ارض إقرت، عازمين على توسيع انواع النشاطات الأهلية النضالية والروحية، كل ذلك حسب توقيت يتم إبلاغكم به في حينه. بالموازاة نصبو إلى تكثيف الجهود وطرق كل باب ممكن لإيصال صوتنا إلى جميع المحافل المحلية والدولية، الرسمية والأهلية لندفع قضيتنا قدماً ونصون مكانتها.
في المُحصلة أهلنا، ما نقوم به ليس إلا بداية شوط مُتجدد من مسيرةٍ لم تبدأ منا ولن تنتهي عندنا. في هذه الأثناء لزامٌ علينا أن نصون مُحيط إقرت من التعدّيات ومما يغيّر من طابعه كساحة ارتكبت بحقنا فيها وما زالت جريمة. وأن نصونَ معالمها المتبقية كي نتواصل بها لا أن تصبح أثراً بعد عين، ونحميها من وضع يد الآخرين عليها بأن نواظب استعمالها لطقوسنا واحتياجاتنا، تثبيتاً لعلاقتنا الوجدانية والمادية فيها وعليها.
كلمة أخوية،
إن الثقة التي أوليتموها إطارنا الحالي -كُتلة دون انتقاء أفرادها- اختزلت للحظة الفوارق بين آرائنا، لكننا انطلقنا كذلك رغماً عن وجودها. في ثقتكم تلك شُحنة أمل مُشترك يدفعنا إلى مشارف جديدة.
هذا التفاوت في الآراء والمواقف هو انعكاس طبيعي ومشروع لواقعنا الجماعي. وعليه ليس من طريق للخروج من إحباطنا وتخبطنا جميعاً إلاّ بالتعاضد. نأمل بزوالها ألاّ تطول فترة عملنا أكثر من ثلاث سنوات، أو حتى وصولنا إلى صيغة أفضل من الصيغة الآنية.
نرجو أن تلقى توجهاتنا على هذه الأصعدة التجاوب المناسب من الإخوة والأخوات أصحاب القدرة والتجربة الملائمتين للضلوع في هذه الأعمال، التخصصية منها خاصة لا حصراً. ونتوقع الدعم المعنوي والمادي من كل الأهل، بشكل مُنصِف ومن منطلق السواسية والمشاركة وتحمّل المسؤولية.
مدة عمل اللجنة أقصاها حتى آخر حزيران 2011.
نعول على أنفسنا "جميعا" في هذه الانطلاقة الجديدة، راجين التوفيق من الرب.

التواقيع:
إبراهيم رزق الله عطاالله - ناطق  إعلامي,  جرير غصوب أيوب,  جورج  سليمان  سبيت,
 ذيب داود داود - قائم بأعمال, ريمون عبدالله حداد, عماد إلياس يعقوب – أمين عام, فرج سهيل  خوري - سكرتير, كوكب إلياس خوري, نبيل إلياس طعمة ونعمة معروف أشقر – أمين صندوق.