جمال عريض مدير ومؤسس جمعية المستقبل:

المزرعة تفتخر بإبنها القاضي زيني والذي تقلد منصب رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس وهي اعلى منصب في المحاكم الشرعية وتفتخر ايضا بسعادة القاضي مازن داوود، قاضي محكمة الصلح في مدينة حيفا

 القاضي داوود زيني:

لم اولد معلما او قاضيا بل كنت طفلا وصبيا وشابا  ولكن الله قدر ما شاء وما شاء فعل وما حققته لم يكن ثمرة جهدي فحسب وانما هو بفضل الله عز وجل

لا ارى في منصبي هذا الا تكليفا وايما تكليف فكم قضية ارقت عيناي وكم من خصومة اكرهتني على السهر واشهد الله عز وجل انه كلما حدثتني نفس منذ 19 سنة

استضافت بلدة المزرعة الواقعة في شمال البلاد مساء يوم أمس الجمعة وبدعوة من جمعية المستقبل القطرية للتطوير الثقافي والاجتماعي ورئيسها جمال عريض حفل تكريم سعادة القاضي داوود زيني القاضي في المحاكم الشرعية الاسلامية في البلاد بعد تعيينه لمنصب رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية في القدس.

هذا وتولى المربي غالب عوض عرافة الأمسية، بمشاركة كوكبة من الشخصيات القانونية والدينية الشيخ سعيد بوبو امام وخطيب مسجد المزرعة والشيخ سمير عاص امام وخطيب مسجد الجزار، الشيخ موفق طريف رئيس الطائفة المعروفية الدرزية وعدد من مرافقيه وسعادة المتقاعد فارس فلاح قاضي محكمة الصلح في عكا وسعادة القاضي زياد لهواني قاضي المحكمة الشرعية في عكا وسعادة القاضي هاشم سواعد قاضي المحكمة الشرعية في حيفا وسعادة القاضي عدنان عدوي قاضي المحكمة الشرعية ويعقوب سلامة مدير قسم الطوائف غير اليهودية والشيخ محمد كيوان رئيس نقابة الأئمة في البلاد وجمال موسى مفتس المساجد في البلاد في وزارة الداخلية، ورئيس مجلس المزرعة الحالي فؤاد عوض ورئيس مجلس المزرعة السابق قاسم عوض والمفتش في وزارة المعارف حمد طربيه ورئيس مؤسسة الاسوار العكية حجازي ومفتش وزارة المعارف نمر بياعة، سعيد ابو ظلام رئيس قلم المحكمة المركزية في الناصرة سابقا، ورئيس مجلس كابول الحالي الشيخ صالح ريان ورئيس مجلس كفر مندا السابق ابراهيم عبد الحليم ورئيس مجلس مجد الكروم السابق محمد كنعان وعضو الكنيست السابق محمد حسن كنعان رئيس الحزب القومي العربي، وكوكبة من الشخصيات القيادية في الوسط العربي من محامون ومديري مدارس وعائلة المحتفى به واهالي القرية.

طاقات عالية في المزرعة
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع جمال عريض مدير ومؤسس جمعية المستقبل فقد أكد: "المزرعة تعدادها 4 الآف مواطن وفيها 800 رب اسرة وتكمن فيها طاقات عالية جدا، وبما أن جمعية المستقبل والتي اديرها منذ العام 1996 وتقوم باعمال جليلة ومهمة في الوسط العربي فرأينا من الواجب العمل على تكريم شخصية فذة مثل شخصية فضيلة وسعادة القاضي داوود زيني والذي نكن له نحن جميعا في المزرعة والوسط العربي كل الخير، وأن المزرعة لتفتخر بابنها القاضي زيني والذي تقلد منصب رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس وهي اعلى منصب في المحاكم الشرعية وتفتخر ايضا بسعادة القاضي مازن داوود، قاضي محكمة الصلح في مدينة حيفا، ولذا كان قرار تكريمهما في هذا اليوم الاغر".
هذا وتحدث في حفل التكريم كوكبة من الحاضرين والذين تطرقوا الى بعض مزايا المكرم سعادة القاضي داوود زيني، وعن اهمية المنصب للمسلمين في البلاد والوسط العربي، والقضايا المصيرية الملحة التي تتعلق بالاقلية العربية في البلاد، واجمعوا على جرأته بالحق ارضاءً لله تعالى ولا يخاف في الله لومة لائم، وانه كان رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية بشكل فعلي قبل ان يتقلد هذا المنصب بشكل فعلي، كونه ناقش اغلبية القضايا الشرعية في البلاد وكانت لديه القدرة على اصدار احكامه بها، واجمل ما قيل في حقه كانت التعابير التي القاها القاضي هاشم سواعد، والذي قال: "قد يظن الناس جميعا ان القاضي داوود زيني قد اصبح حديثا رئيسا لمحكمة الاستئناف والحقيقة انه قد اشغل هذا المنصب منذ اربع سنوات كونه قد فصل بالاغلبية الساحقة من تلك القرارات ، وان كان الناس في كثير من الاحيان يصابون بالكآبة والاحباط لانه يولى عليهم الامعات فاننا اليوم امام حالة عزيزة ان يولى الانسب في المكان المناسب كون ان القاضي زيني انسبنا للمنصب واكثرنا علما واشملنا دراية ، فالرجل يستحق ، ومعرفة قدر الرجال واجب وباسمي واسم زملائي بالشكر لجمعية المستقبل ومن الاهمية ان يكون التكريم من بلدته ومبروك علينا جميعا ونسأل الله تعالى أن يثبتك على الخير".

المبادرة الطيبة
اما كلمة القاضي داوود زيني المحتفى به فكانت شكرا لله تعالى على ما هو عليه اليوم والشكر لجمعية المستقبل على مبادرتها الطيبة وتكريمه، وتحدث عن والديه صاحبا الفضل عليه بعد الله عز وجل، والشكر الجزيل لجميع المتحدثين الذين غمروني بكلامهم حتى بدأت نفسي تحدثني، فقلت لها يا نفس لا تشمخي ولا تتغطرسي ولا تستعلي فإنك ستموتين، واسمحوا لي أن افتتح كلامي بقول شاعرنا المناضل العملاق محمود درويش وان غاب عن عيوننا فلا يغيب عن ذاكرتنا وقلوبنا مهما طال الزمان...على هذه الارض ما يستحق الحياة، حين يرى الانسان قد غمر قلب والديه بالسعادة والامل واشعرهما انهما قد اديا رسالتهما السامية وحين يرسم المرء البسمة على محيى الزوجة والابناء والاحفاد وحينما يرى الانسان زملائه وطلابه واهل قريته يفتخرون به".

واضاف القاضي داوود زيني: "لم اولد معلما او قاضيا بل كنت طفلا وصبيا وشابا  ولكن الله قدر ما شاء وما شاء فعل وما حققته لم يكن ثمرة جهدي فحسب وانما هو بفضل الله عز وجل ومن ثم فضل دعاؤكم وتشجيعكم ونصائحكم الطيبة فانتم القطران الذي اجرى الله عز وجل علي، واسمحوا لي ان اذكر ثلاثة كان لهم الفضل فيما انا عليه اليوم، وهما شاب وشابة تعرفت عليهما منذ ان وجدت على هذه الحياة هجرا من مسقط راسيهما عام النكبة كل من بلد الشاب فقد والده في العام 1948 والشابة فقدت امها دون ان تترعرع في حضنها كباقي الاطفال .. بؤس وشقاء .. بعد وتهجير شاء القدر ان يجتمعا تحت سقف غرفة واحدة او قل تحت نصف غرفة ليكونا عائلتهما، وابنهما البكر منذ يومها كان على قناعة انه لا نجاح من غير جهد وكد وسهر وان المطالب لا تؤتى الا بالصبر والتضحية لوجه الله هاذين الشابين هما والدي صالح وسلوى، وليس صدفة ان اسمهما يدلان عن جوهرهما وبهما اعتز وافخر ، فالشكر لكما ايها الوالدين العزيزان واطال الله بعمركما واحسن خاتمتكما ، وتمضي الايام ليجد هذا الشاب نفسه يعيش تحت سقف واحد مع فتاة كريمة من اسرة كريمة وقفت الى جانبي طيلة الوقت انها الزوجة دلال، وأسال الله تعالى ان يمكنني من ارد لها ولو القسط البسيط مما هي لها من فضل علي".

دروع تذكارية
وأنهى سعادة القاضي زيني كلمته: "ولا ارى في منصبي هذا الا تكليفا وايما تكليف كيف لا والله عز وجل يقول "انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فابينا ان يحملنها واشفقنا منها وحملها الانسان فكان ظلوما جهولا" فكم قضية ارقت عيناي وكم من خصومة اكرهتني على السهر واشهد الله عز وجل انه كلما حدثتني نفس منذ 19 سنة فيحضرني مقولة عمر بن الخطاب، عندما قال لاحد المسلمين اذا ضللت الطريق فخذ بمجامع ثيابي وهزني هز عنيفا وقل لي ستموت يا عمر.. وانا اعدكم ان يظل هذا النداء ما دام القلب ينبض على هذه الارض وما دامت الروح اسيرة هذا الجسد..".
هذا وقامت جمعية المستقبل بتكريم القاضي داوود زيني والقاضي مازن داوود بدروع تذكارية في حين قام رئيس المجلس المحلي في المزرعة فؤاد عوض بتكريم القاضي داوود زيني بدرع والشيخ ابو علي – محمد كيوان بدرع تذكاري كما وقام بتكريم القاضي كل من المربي نجيبة سرحان ونسيبة ديراوي قريبتا القاضي بدروع تذكارية.