غبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك القدس للاتين:

لا نريد هجرة بلادنا وبيوتنا ومساكننا لأن المسيح طلب منا أن نبقى في هذه الأرض وهذه البلاد

نعمة حلول الروح القدس على الصغار المحتفى بهم وعلى ذويهم حتى يبقوا ملائكة ونباتات صالحة بعيدا عن الأعشاب الضارة

في ظل الأوضاع والتحديات الاقتصادية والسياسية الصعبة التي نواجهها يحق للمسيحي أن يخاف ولكننا بالعودة الى الإنجيل لا يحق لنا أن نخاف

بما أن الله منحنا سلامه فلما الخوف؟ الخير سينتصر على الشر والسلام على الحرب والعدل سيأتي والفرح سينتصر لأن هذا الفرح لا يأتي من الاوضاع الاقتصادية والسياسية وإنما من المسيح وثقتنا به

 "نثبّت أولادنا اليوم في الأرض والكنيسة والإيمان، لأن العنف والتحديات والمشاكل موجودة في كل مكان في العالم وهي تأتي من كل حدب وصوب وخاصة في أرضنا المقدسة، وعليه فإن الأهل وحدهم لا يستطيعون شيئا، تماما كما أن الكنيسة وحدها لا تقدر أن تغير وتثبّت، ولكننا نقدر على ذلك إن كنا موحدين وأخذ كل واحد دوره" هذا ما أكده غبطة البطريرك فؤاد طوال الجزيل الطوبى، بطريرك القدس للاتين، خلال الاحتفال بمنح سري التثبيت والمناولة الأولى في كنيسة عرس قانا الجليل للاتين في بلدة كفركنا.

وترأس صاحب الغبطة، قداس الصباح، اليوم الأحد بمعاونة سيادة المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي، وقدس الأب فرانسوا ماريا كاهن الرعية، وبمشاركة المئات من أبناء الرعية والأطفال المتقدمين من السرين المقدسين وذويهم، بحيث صدحت الكنيسة بالترانيم التي تخص الروح القدس والمناولة، لا سيما وأنه ووفقا للإيمان المسيحي، في التثبيت نصبح جنودا حقيقيين للسيد المسيح وأمناء على رسالته، كما أننا نتغذى جسد ودم المسيح في المناولة الأولى.

لا للهجرة
وقال البطريرك فؤاد طوال خلال عظته: "أمام هذا الخوف الذي يسود في العالم، نتساءل ما هي ردات الفعل؟ كل مسيحي خائف وقد تكون ردة الفعل التقوقع لأننا أقلية تريد الحفاظ على نفسها ولكن هذا خطأ. في حالة عدم الاستقرار من السهل جدا هجرة البلاد وهجرة مكان السكن والمدينة ولكن هذا خطأ أيضا، لا نريد هجرة بلادنا وبيوتنا ومساكننا لأن المسيح طلب منا أن نبقى في هذه الأرض وهذه البلاد، فقبل أن تأتي أية دولة أخرى الى هذه الديار، نحن كنا هنا لأننا نحن السكان الأصليين لهذه البلاد".

لا تخافوا
وأشار بالقول: "في ظل الأوضاع والتحديات الاقتصادية والسياسية الصعبة التي نواجهها، يحق للمسيحي أن يخاف ولكننا بالعودة الى الإنجيل، لا يحق لنا أن نخاف، فالمسيح قال "لا تخف أيها القطيع الصغير،" نعم نحن قطيع صغير ولكن المسيح شدد قائلا: "لن أترككم يتامى، سلامي أعطيكم". وبما أن الله منحنا سلامه فلما الخوف؟ الخير سينتصر على الشر والسلام على الحرب والعدل سيأتي والفرح سينتصر لأن هذا الفرح لا يأتي من الاوضاع الاقتصادية والسياسية وإنما من المسيح وثقتنا به، ومن السيدة العذراء التي تتدخل في لحظة غياب الفرح عن حياتنا كما فعلت في عرس قانا الجليل حيث نفذ الخمر فطلبت من الخدام بأن يفعلوا ما يطلبه يسوع".

أنتم ملح الأرض
وتابع صاحب الغبطة: "علينا البقاء في بلادنا، وألا نخاف من الشهادة للمسيح. وعلى المسيحيين ألا يخافوا لكونهم أقلية، لأنه المسيح قال "أنتم ملح الأرض" والملح هو الكمية القليلة، التي تعطي الطعم للحياة". وطلب البطريرك فؤاد طوال "نعمة حلول الروح القدس على الصغار المحتفى بهم وعلى ذويهم، حتى يبقوا ملائكة ونباتات صالحة بعيدا عن الأعشاب الضارة".