المحامي عمر خمايسي للعرب:

العمل على شق شارع 79 يعرض مئات الدونمات جنوب كفركنا للمصادرة

جابسو وفي كل مرة يشعر فيها بالعزلة السياسية يحاول التسويق لنفسه برشق التصريحات العنصرية

اعتقد اننا بتنا نعيش يوم أرض جديد خاصة في ظل سياسة الهدم والمصادرة والمطلوب منا مواصلة نضالنا حتى استعادة حقوق شعبنا كاملة

نتسيرت عيليت تحولت الى المدينة اليهودية التي اقيمت على اراض عربية كان اسمها "جبل سيخ" الى مانع لتطور البلدات العربية المحيطة وهي لا تكتفي بهذا الدور البغيض 

عقب المحامي عمر خمايسي -عضو اللجنة الشعبية في بلدة كفركنا- على تصريحات شمعون جابسو رئيس مدينة "نتسيرت عيليت" التي تناقلتها وسائل اعلام عبرية مؤخرا مفادها أن مدينة "نتسيرت عيليت" تعمل على شق شارع يربط المدينة بمفرق "جولاني"، ويلتف على قرية كفركنا من الجهة الشرقية. ونقل عن جابسو قوله: "الشارع مهم من الناحية الإستراتيجية.. يمكنهم اغتيال شيخ يوم غد (الإشارة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة)، وسيبقى الشارع مفتوحا. ففي كل مرة ينفذ اغتيال موضعي تنظم مظاهرة هنا. يجب ألا تعيش نتسيرت عيليت محاصرة في كل يوم أرض أو ما أشبه"، حيث أكّد المحامي خمايسي في حديثه مع مراسلنا: "أن جابسو في كل مرة يشعر فيها بالعزلة السياسية، يحاول التسويق لنفسه برشق التصريحات العنصرية، والتي تظهر حقده الدفين الذي يكنه تجاه المواطنين العرب. ويحاول في كل مرة لفت الانظار تجاهه، وعلى ما يبدو فإن اضواء فلاش كاميرات الصحافة تروقه".

المحامي عمر خمايسي

سياسة المصادرة
واضاف المحامي خمايسي:" لسياسة المصادرة اشكال وألوان وايقاعات تتفنن المؤسسة الاسرائيلية في صياغتها، فتداعيات المصادرة وممارسات المؤسسة الاسرائيلية يمكن أن تشاهد بصمتها بوضوح على أهالي البلدات العربية في منطقة الناصرة! فها هي "نتسيرت عيليت" التي تكبر وتكبر يومًا بعد يوم، على حساب البلدات العربية المحيطة بها، كفركنا المشهد الرينة عين ماهل والناصرة، وهكذا تحولت هذه المدينة اليهودية التي اقيمت على اراض عربية كان اسمها "جبل سيخ"، الى مانع لتطور البلدات العربية المحيطة، وهي لا تكتفي بهذا الدور البغيض، بل أن توسيع مسطحها يكون على حساب هذه البلدات، وأصبحت كغدة سرطانيه تتزايد!"

توسيع مسطح نتسيرت عيليت
وأكد المحامي خمايسي: السلطات تنوي الآن توسيع مسطح نتسيرت عيليت على حساب اراضي عين ماهل، مما سيؤدي الى احتواء البلدة وسد منافذ توسعها على ارضها باتجاه الغرب، والمخطط مقسم على مرحلتين: الاول يشكل المرحلة الرابعة من حي "هار يونا"، ويتضمن بناء 800 وحدة سكنيه جديدة بالقرب من عين ماهل، أما المرحلة الثانية فهي مشروع استيطاني جديد لاحتواء المتزمتين اليهود، وهذا المخطط يأتي على حساب اراضي كفركنا التاريخية وعين ماهل، وعرب الصبيح المهجرة، والشارع الالتفافي الذي يتحدث عنه جابسو سيضرب عشرات آلاف الدونومات من البلدات العربية، وسيحد من تجوال المزارعين في اراضيهم بحرية".

يوم أرض جديد
وأكمل خمايسي:"اعتقد اننا بتنا نعيش يوم أرض جديد، خاصة في ظل سياسة الهدم والمصادرة، والمطلوب منا مواصلة نضالنا حتى استعادة حقوق شعبنا كاملةً، في الثلاثين من آذار عام 1976 هبت جماهير شعبنا للدفاع عن الارض والكرامة، وتصدت بعزم وقوة لقرارات الحكم العسكري بمصادرة آلاف الدونمات، من اراضي شعبنا في الجليل والمثلث، يومها سقط ستة شهداء من خيرة شبابنا، قتلتهم أيدي قوات الأمن الإسرائيلية، وما زالت هذه الايادي تتطاول، وتقتل، وتصادر وتنتهك حقوقنا الى يومنا هذا، واعتقد أن شعبنا بات عنده الوعي الجماهيري الكافي، للتصدي لمثل هذه المشاريع".

شمعون جابسو

اضطهاد عنصري
وتابع خمايسي: "ها هي المؤسسة الاسرائيلية قد بدأت من خلال اذرعها المختلفة بتنفيذ مخططاتها القديمة، بمصادرة اراضينا وخنقنا بحجج واهية، فالعمل على شق شارع 79 يعرض مئات الدونمات جنوب كفركنا للمصادرة، كما أن مشروع مد أنبوب الغاز في أرض السهل يبتلع مئات أخرى ومثله المفرق الشمالي. ولذلك مطلوب منا أن نقف صفا واحدا، امام سياسات المصادرة، والاضطهاد العنصري الممنهج والمبرمج، من قبل المؤسسة الاسرائيلية".

شق الشارع
وكان تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" يفيد أنّ بلدية "نتسيرت عيليت" تعمل على شق شارع يربط المدينة بمفرق مسكنة (المسمى "مفرق جولاني")، ويلتف على قرية كفركنا من الجهة الشرقية.
ويشير التقرير إلى أن الشارع الالتفافي سيمر من أراضي القرى العربية في المنطقة وما يسمى بـ"أراضي الدولة"، علما أنه لن يتم ربطه بقرية كفركنا. وأشار التقرير إلى أن وزارة المواصلات استجابت لطلب البلدية، وتشجع المخطط، بيد أن الوزارة تدعي أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيتم ربط قرية كفركنا بالشارع أم لا، مع الإشارة إلى أن رئيس بلدية نتسيرت عيليت شمعون جابسو صرح بأنه لن يتم ربط القرية بالشارع الالتفافي الذي يلتهم قسما من أراضيها، واعتبر الشارع على أنه "مسألة وجودية بالنسبة للسكان في نتسيرت عيليت. وأكد جابسو أن وزير المواصلات متحمس جدا للمشروع. وعلم أن الشارع المخطط يحمل الرقم 6500، ومن المفترض أن يبدأ من الحي الاستيطاني الجديد الذي أقيم على جبل سيخ (المسمى "هار يونا" والمقام على أراضي الرينة والمشهد وكفركنا وعين ماهل)، ويرتبط بشارع 77 قرب قرية طرعان غربي مفرق مسكنة.

جابسو: مسألة وجودية
وكتب جابسو في هذا السياق "إن شق الشارع بالنسبة لنا هو مسألة وجودية تؤثر بشكل مباشر على البرنامج اليومي ونوعية حياة 50 ألف.. هل يعقل أن تكون نتسيرت عيليت محاصرة في كل مرة يقرر فيها سكان كفركنا ذلك؟". كما ادعى أنه لا يمكن إبقاء السكان في نتسيرت عيليت مرتبطين بشارع داخلي في كفركنا (في إشارة إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى طبريا والذي يمر من منتصف القرية)، مدعيا أن ذلك ليس مزعجا فحسب، وإنما يشكل أحيانا خطرا على حياة سكان نتسيرت عيليت. وزعم جابسو أن الحديث ليس عن شارع لليهود فقط، بادعاء أنه يخرج سكان نتسيرت عيليت (المدينة التي يصفها بأنها "عاصمة الجليل") من الشارع الذي يمر في كفركنا.