النبي صالح ، بلعين ، بيت أمر ، كفر قدوم ، المعصرة
ملاحم بطولية في المقاومة الشعبية السلمية
بقلم : عكرمة ثابت
عندما تلتحم الإرادات مع خبز الأرض لتجبل سنابل القمح بزخات المطر تحفر فلسطين هويتها على صخر الجبل وتزهر شمس الفاتحين على قبور الشهداء وعلى بوابة المعتقل ... وعندما تثور بلعين وتلبي ندائها كفر قدوم والمعصرة والنبي صالح وبيت أمر وعراق بورين ينهض شاعرنا الكبير محمود درويش من منامه الابدي ليذكرنا بأجمل ما كتبه في حياته عشقا للارض وشغفا بالمقاومة التي تحرسها :-
أنا الأرض
يا أيها الذاهبون إلى حبة القمح في مهدها
أحرثوا جسدي ..!
أيها الذاهبون إلى جبل النار
مروا على جسدي
أيها الذاهبون إلى صخرة القدس
مروا على جسدي
أيها العابرون على جسدي
لن تمروا
أنا الأرض في جسد
لن تمروا
أنا الأرض في صحوها
لن تمروا
أنا الأرض . يا أيها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمروا
لن تمروا
لن تمروا ...!!
عندما تلتحم الإرادات وتتشبع الصدور والعقول بحب الوطن وحتمية النصر ، تندثر آلات القتل والتنكيل بكرامة البشر وتتلاشى خراطيم الغاز السامة ورشاشات المياه العادمة وقنابل المسيل للدموع لتخّر مهزومة أمام صمود الشجر وغضب الحجر ... هناك في النبي صالح ينتصر كف الفلاح الوطني البسيط على رصاص القتل تماما كما انتصر الاسير المحرر " نزار التميمي " على قهر القيد بعد ربع قرن من العذاب على مذبح الحرية والإستقلال .
هناك ، وفي معمعة المواقف البطولية التي تسجلها ، بلعين والمعصرة وكفر قدوم وبيت أمروالنبي صالح وعراق بورين في تاريخ الانسانية وثورات الشعوب السلمية للتخلص من الظلم والإضطهاد والإحتلال والإستيطان ، تنهض روح شهيدي المقاومة الشعبية في بلعين " جواهر وباسم ابو رحمه " لتتعانق مع أرواح كافة شهداء المقاومة الشعبية بدءا من شهيد النبي صالح " مصطفى التميمي " ، ومرورا بشهيد بيت أمر " مهدي ابو عياش " ، ووصولا إلى شهيد الحصار والحواجز العسكرية في كفر قدوم المرحوم " فهمي جمعة " ، ولا تنتهي الملحمة إلا برحيل اللصوص عن أرضنا وهوائنا وملحنا .
اليوم وفي الوقت الذي تبذل فيه هذه البلدات والقرى أروع نماذج الصمود والمواجهة في وجه الاحتلال والإستيطان ونهب ومصادرة الاراضي تتجلى إرادة التحدي الفلسطينية لتجدد العهد والوفاء لقوافل الشهداء وطوابير الاسرى والجرحى والمبعدين مؤكدة لهم أنها لن تحيد ولن تتراجع عن وصاياهم ومبادئهم الوطنية والنضالية في مقاومة الاحتلال ومواجهة كافة مشاريعه الاستيطانية والتهويدية ، وان تستمر في السير على خطاهم حتى نيل الحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
اليوم ونحن نقف امام تلك النماذج الرائعة والبطولية للمقاومة الشعبية السلمية الرافضة للإحتلال والإستيطان ، ينبغي علينا – وفي ظل تصاعد السياسات الإسرائيلية في القمع والقتل والإعتقال والحصارومصادرة الاراضي وتوسيع المستوطنات والإعتداءات المتواصلة على المساجد والمقدسات الدينية والسكوت عن لجم المستوطنين المنفلتين - أن نعمل على توسيع نطاق المقاومة الشعبية والمطالبة الفعلية بتوحيد الصفوف الفلسطينية للقضاء على الإنقسام وإسترداد الوحدة الوطنية التي من خلالها يقوى ويتعزز الصمود والنضال الفلسطيني .
نحن بأمس الحاجة اليوم لتظافر وتكاتف كل الجهود الوطنية كي نحمي اراضينا وممتلكاتنا ومقدساتنا من ويل الاحتلال والإستيطان ، ومن أجل أن نحافظ على مشروعنا الوطني الإستقلالي علينا أن نطلق صرخة مدوية في وجه المجتمع الدولي مطالبين إياه التدخل العاجل لحماية الفلسطينيين العزل الذين لا يملكون سوى أجسادهم للدفاع عن أرضهم التي يصادرها الاحتلال ويلتهمها الجدار والاستيطان ... إن المطلوب منا - كسلطة فلسطينية وكتنظيمات وطنية وسياسية تؤمن بالمقاومة وتساندها وتدعم لجانها المنتشرة في كافة محافظات الضفة - هو الشروع العملي والفعلي لإعلان وقفة سياسية جادة لمقاومة جرائم الاحتلال وإجراءاته القمعية التي تستهدف النشطاء والجماهير التي تناضل ضد سياساته ومخططاته وإعتداءاته اليومية ، وكذلك التحرك القانوني لدى المحاكم الدولية لمقاضاة الإحتلال الإسرائيلي على جرائمة اللاإنسانية وملاحقة ومقاضاة المتورطين فيها من المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين .
إنتهى.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il