مركزة المشروع ريم زعبي - أبو إسحق:

نحن في كيان نرى أنّ الهدف الأساسيّ من وراء مشروع نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية هو زيادة مشاركة النساء في سيرورة اتخاذ القرارات

اعتدال بشارات، إحدى الناشطات في مجموعة يافة الناصرة:

هدفنا ليس التأثير على متّخذي القرار فحسب، وإنما أن نتحوّل إلى شريكات في صنع القرار وأن تتمّ ترجمة احتياجاتنا ورغباتنا في ميزانيّة المجلس المحلي

هاشم بشارات، مدير قسم الرياضة في المجلس المحلي:

رغم النشاطات الرياضيّة التي يقدّمها المجلس المحلي في مجال الرياضة فلا يزال هناك نقص في الخدمات المقدّمة للنساء في سنّ 40 عامًا فما فوق وتوجّه مجموعة النساء ومطلبهنّ قد يسدّ هذه الحاجة

عُقدت مساء أمس الثلاثاء،في المركز الجماهيريّ يافة الناصرة، ندوة بعنوان "نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية العربية - التحدّيات والتغيير المنشود"، بمبادرة كيان-تنظيم نسويّ ومجموعة نساء ناشطات يافويّات، وبالتعاون مع المجلس المحلي والمركز الجماهيري، وذلك ضمن مشروع "نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية العربيّة"، والذي انطلق مع بداية العام الحالي. وقد شارك في الندوة عشرات من الجمهور المحلي، ومن بينهم أعضاء من المجلس المحلي والعاملون فيه. هدفت الندوة إلى عرض مشروع "نساء من أجل ميزانية عادلة" وسيرورة العمل المحلية في المشروع، بما في ذلك عرض نتائج الدراسة والفحص الميدانيّ المتعلقين بميزانية المجلس، وعرض توصيات المجموعة النسائية التي تمّ تقديمها إلى المجلس المحلي. ولفتت الانتباه، من بين التوصيات التي قدّمت، تلك التوصية المتعلّقة بتشكيل لجان بلدية لرفع مكانة المرأة في المجلس المحلّي، والتي من شأنها أن تعمل على إدراج الرؤية الجندرية في منظومات العمل المختلفة بهدف تدعيم الحساسية الجندرية ورفع مكانة المرأة، وتعتبر هذه التوصية سابقة في مجتمعنا العربيّ. كما لفتت الانتباه توصية أخرى تدعو إلى إقامة مركز نسائيّ رياضيّ صحّيّ. ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الندوة هي نتاج عمل مكثف ومتواصل منذ بداية العامّ، وقد اكتسبت فيه النساء المعارف، المهارات والأدوات الضرورية لوضع موضوع الميزانيّة والنظم المحلية على أجندة عمل المجلس المحلي، والجمهور عامة، والنساء خاصة.

شارك في الندوة كلّ من رئيس مجلس يافة الناصرة المحلّي، عمران كنانة، ومدير قسم الرياضة في المجلس المحلي، هشام بشارات، ومركزة العمل النسائيّ في المركز الجماهيري، أميمة سرحان فحماوي، ريم زعبي، مركزة مشروع "نساء من أجل ميزانيّة عادلة في السلطات المحليّة" في قسم العمل الجماهيري في جمعيّة كيان، واعتدال بشارات ونضال كنانة، ممثلتين عن مجموعة النساء.
وفي حديث مع مركزة المشروع، ريم زعبي أبو إسحق، ذكرت أنّ "أهميّة المشروع تكمن في كونه الأوّل من نوعه في المجتمع العربي، خصوصًا أنه يرتكز على عمل نسائيّ ميدانيّ منبثق من واقع النساء العربيّات. كما يجدر الذكر أنه، وحتى هذه المرحلة من المشروع، تمّ العمل في بلدتي يافة الناصرة وعرابة، وسوف نواصل العمل في قرى ومدن عربية أخرى من خلال منتدى جسور النسائيّ القطريّ في كيان، ومن خلال بناء شراكات مع السّلطات المحليّة العربية". وتضيف زعبي أبو إسحق: "نحن في كيان نرى أنّ الهدف الأساسيّ من وراء مشروع نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية هو زيادة مشاركة النساء في سيرورة اتخاذ القرارات والتأثير على نوع وصيغة الخدمات التي يقدّمها المجلس المحليّ باعتباره المؤسّسة الخدماتيّة الأكثر انخراطًا في الحياة العامة".

دور المرأة في تحليل الميزانية المحليّة
وفي حديث مع هاشم بشارات، مدير قسم الرياضة في المجلس المحلي، عقب على مطلب النساء إقامة مركز الصحّة والرياضة النسائي، بحسب طلب الناشطات قائلاً: "نأمل أن تضمّ ميزانية العام 2012 ميزانيّة مُخصّصة لإقامة المركز النسائيّ للصحّة والرياضة ". وأضاف: "رغم النشاطات الرياضيّة التي يقدّمها المجلس المحلي في مجال الرياضة، فلا يزال هناك نقص في الخدمات المقدّمة للنساء في سنّ 40 عامًا فما فوق، وتوجّه مجموعة النساء ومطلبهنّ قد يسدّ هذه الحاجة" .وفي حديث مع اعتدال بشارات، إحدى الناشطات في مجموعة يافة الناصرة، أكدت على أهمية دور المرأة في تحليل الميزانية المحليّة قائلة: عندما طُرح موضوع تحليل الميزانية جندريًّا في بداية المشروع، كان الموضوع بالنسبة إليّ مبهمًا وغير واضح، خاصةً أنّ المواضيع الاقتصادية لطالما اعتبرت مواضيع بعيدة عن عالم النساء العربيّات، حتى إننا بدأنا نؤمن كنساء عربيات أنّ هذه المواضيع لا تهمّنا ولا تعنينا، لكن بعد أن مررتُ المرحلة النظرية للمشروع وانكشفت إلى مصطلحات اقتصادية عديدة، اكتشفتُ أنّ جميع النساء العربيّات يمكنهنّ أن يتمتّعنَ بالآليّات الأوليّة لتقسيم الميزانيّة بشكل عادل وناجع، فهذا ما تقوم به النساء منذ سنوات على صعيد إدارة ميزانيّة المنزل، فلماذا يتمّ عزلها وفصلها عن إدارة الميزانيّة المحلية؟!". وأضافت بشارات: "هدفنا ليس التأثير على متّخذي القرار فحسب، وإنما أن نتحوّل إلى شريكات في صنع القرار، وأن تتمّ ترجمة احتياجاتنا ورغباتنا في ميزانيّة المجلس المحلي." كما أعلنت جمعيّة كيان أنّها ستواصل العمل على المشروع إيمانًا منها بقدرات النساء وبحقهنّ في حياة عادلة خالية من التمييز ضدّهنّ في مجمل مجالات الحياة لكونهنّ نساء.