- مرزوق حلبي:

* الصحافة مكلفة بالحفاظ على حرية التعبير وايصال الحقيقة للناس، لكن هذا يجب ان لا يتعارض مع حق الناس بالسمعة الطيبة

ضمن اللقاء السابع من دورة "اشكاليات اخلاقيات العمل الاعلامي والمهنية"، استضاف مركز "إعلام" الكاتب والصحافي مرزوق حلبي في محاضرة تحت عنوان "اشكاليات العمل الاعلامي وتحديات التغيير الاجتماعي"، وقد افتتحت المحاضرة بعرض مجموعة من المواقف الاعلامية الشائكة على المشاركين، ومحاولة اقتراح حلول لهذه المواقف.


مرزوق حلبي

اخلاقيات العمل الاعلامي تتطور خلال العمل
وتحدث حلبي في محاضرته حول هوية مهنة الصحافة ومهارات الصحافيين، الامر الذي يؤثر بشكل مباشر على موضوع الاخلاقيات، وقال: ان اخلاقيات العمل الاعلامي تتطور خلال العمل، وهناك تقاطع ما بين اخلاقيات المهنة والقانون، الاعراف الاجتماعية ومنظومات اخرى. ان اخلاقيات المهنة تتطور وتتغير وهي ليست ثابتة، وهذا نابع بالاساس من تغيير جذري حصل ويحصل في الوظيفة الاجتماعية التي يقوم بها الاعلام.

الاعلام يضبط اداء المؤسسات تجاه المجتمع
وحول التغييرات التي طرأت على الصحافة كمهنة وكقيمة قال حلبي: عندما كانت نقطة الارتكاز قيمية، وكان الاعلام يعتبر سلطة رابعة تخلق التوازن بين السلطات الثلاث (القضائية، التشريعية والتنفيذية)، كان الاعلام يضبط اداء المؤسسات تجاه المجتمع، وساهم في تطور موضوع الاخلاقيات والحريات، وتقبل الراي الاخر والنقد. لكن عندما اصبحت نقطة الارتكاز اقتصادية، لم يعد هناك حد فاصل بين الخبر الاخباري واخبار العلاقات العامة وهذا ليس وليد الصدفة.

الصحافة مكلفة بالحفاظ على حرية التعبير
وحول علاقة الاخلاقيات المهنية الاعلامية بالتغيير الاجتماعي المنشود قال حلبي: الصحافة مكلفة بالحفاظ على حرية التعبير وجريان المعلومات، وايصال الحقيقة للناس، لكن هذا يجب ان لا يتعارض مع حق الناس بالسمعة الطيبة، واحيانا تتقاطع حرية الصحافة مع حق الناس بالسمعة الطيبة والكرامة.
وأضاف: تتأثر الصحافة من المنظومات القانونية والسياسية السائدة في البلد الذي تنشط فيه، ومن المفترض ايضا ان تتأثر من المنظومة الاجتماعية وتأخذها بعين الاعتبار.

الجو العام في الاعلام العربي المحلي يميل نحو العزوف عن الاخبار "الثقيلة"
اما على الصعيد المحلي فذكر حلبي: ان الجو العام في الاعلام العربي المحلي يميل نحو العزوف عن الاخبار "الثقيلة"، وهناك ابتعاد عن "الرأي الاخر"، الاعلام العربي المحلي التزم بقضايا شعبه وفضلها على حرية النقاش، وحدّ من تعدد الاراء لكسب الوحدة امام الآخر ولمنع الكشف عن نقاط ضعفنا امام الدولة، ولكن هذا لم يكن حتما عين الصواب.
وفي السياق الامني، وما تواجهه الصحافة من تقييدات في هذا السياق ذكر حلبي: تتبنى الصحافة احيانا القيود المفروضة عليها من قبل مؤسسات الدولة، ففي اسرائيل مثلا، كانت هناك مجموعة تسمى "هيئة المحررين" وكانت تنشط في فترة اعتبرت فيها الصحافة منبرا مهما جدا في البلاد، كانت هذه المجموعة عبارة عن لجنة تتقبل كل املاءات الاجهزة الامنية، ولديها رقابة ذاتية، واتخذت القرارات بشان عدم نشر الاخبار عن القضايا التي لا ترغب الجهات الامنية بالكشف عنها.
واضاف: احيانا تتبنى الصحافة قيودا تفرضها الجهات الامنية، تتقبلها طوعا وتقوم بتنفيذها، خوفا من المساءلة القانونية التي تتبع خرق معيار منع النشر.