* شقيقه الأكبر منه قضى نحبه بعد ان غرق في بئر للمياه تم حفره قبل 70 عام في الارض

* شعبان :"إننا عاقدون العزم على استصلاح كل شبر من ارضنا لانها غالية علينا ولانها ارض مباركة ومقدسة ولا يمكننا التفريط ولو بذرة منها "

صالح شعبان "أبو محمد" من مدينة سخنين كان يحلم مثله مثل باقي سكان مدينة سخنين باستعادة أرضه والتي هي عبارة عن 13 دونما ورثها عن حياة والده قد تم مصادرتها كما تم مصادرة الـ21 الف دونم من اراضي سكان المدينة في منطقة المل او ما سميت به بالمنطقة رقم "9" عام 1976 وقد تحولت هذه الارض مركزاً للتدريبات العسكرية وقد حرم أهل سخنين من دخولها باعتبارها منطقة عسكرية وقد عانى سكان سخنين نتيجة هذا القرار المجحف ومنعنا من فلاحتها لسنوات.

 
الوقفة البطولية هي التي اعادت الارض
ويثني شعبان على الموقف البطولي الذي وقفه أهل سخنين خاصة والوسط العربي في يوم الأرض الأول والذي كان له الانطلاقة والوقفة الشجاعة والتضحية بالدم وسقوط شهداء ليرووا هذة الارض بدمائهم الزكية.

لولا تضحيات الشهداء ما نعمنا بأرضنا
وحمل صالح شعبان حبات من اللوز الأخضر بكلتا كفيه وقال :"والله لولا تضحيات الشهداء والجرحى لما كنا قد نعمنا بهذه الخيرات وما أكلنا من خير ارضنا التي كنا على شوق لنزرعها ونقطف ثمارها وعندها لا مجال للشك باننا سنحافظ عليها كما نحافظ على بؤبؤ العين".

عودتنا لارضنا أغاظ المستوطنين
ويضيف شعبان أنه وفور تحريرها دفع كل ما يملك لاستصلاحها واخراج كل الاحجار والصخور منها حتى اصبحت الأرض كالحناء وقام بغرسها باشجار اللوزيات والزيتون ومد المواسير البلاستيكية للري بالتنقيط وقد فوجئ صباح أحد الايام بقيام المستوطنين المجاورين باقتلاع الاشجار التي ما لبثت ان تنمو وتزهر وقطع المواسير الخاصة بالتنقيط وعندها توجه لبلدية سخنين وقد وقف رئيس البلدية حينئذ محمد بشير واللجنة الشعبية موقف بطولي واجروا اتصالات مع الشرطة والمجلس الاقليمي مسجاف وتصدوا لهذه الهجمة على المزارعين العرب بعد ان شعر المستوطنون أن مواطنو سخنين استفاقوا لأرضهم وبدأوا يستصلحونها وحضر العشرات من ممثلو البلدية واللجنة الشعبية وممثلو الاحزاب السياسية ككل الى الارض واعتصموا فيها وعبروا عن رفضهم لأي مساس بالمزارعين والفلاحين أصحاب الأرض وأيضاً اليوم فإن رئيس بلدية سخنين الحالي مازن غنايم لا يتوانى عن تقديم أي مساعدة لي في سبيل تثبيتي في ارضي لأن ذلك يعطي معنويات للآخرين بالبقاء والحفاظ على الارض وترابها.

كهرباء وماء وطيور وكهف
وصالح شعبان خير مثال للعمل الدؤوب للحفاظ على الارض بعد أن قام بالارتباط بمشروع المياه وقام بشراء الواح لاستيعاب الطاقة الشمسية وقام ايضاً بحفر الكهوف في الجبل وصنع عدة غرف بالاضافة للمنافع للراحة وقام بحفر بئر مياه وخصص مقاعد ويعتبرها مكاناً صيفياً واقام أقفاص مخصصة للطيور والعصافير والدجاج والخيل، ولذلك فإنه صبيحة كل يوم يتواجد في الارض يعمل بها ومن ثم يغادرها الى عمله في محل لبيع قطع السيارات، وعندما يريد أن يرتاح يحضر للمكان فيجد الحمام ومن بعد ذلك يرتاح قليلاً ليعود مرة اخرى لعمله.

بئر على اسم خليل الشعبان
ويستذكر صالح شعبان أن شقيقه الأكبر منه قد قضى نحبه بعد ان غرق في بئر للمياه تم حفره قبل 70 عام في الارض وقد تردد اجداده على هذا البئر وكان عبارة عن مصدر للمياه في المنطقة ولكن في إحدى المرات سقط شقيقه خليل في البئر ولم يكن احد معه فلم يستطع ان يخرج منه فغرق وعند وصول افراد العائلة وجدوه يطفو على سطح المياه ولذلك اطلقنا اسم خليل الشعبان على هذا البئر، وقام ايضاً بحفر بئر آخر لاستغلال مياه الامطار لموسم الصيف لري الاشجار والنباتات.

بالافعال وليس بالاقوال:لن نفرط بشبر من ارضنا
وخلص شعبان بالقول:"إننا عاقدون العزم على استصلاح كل شبر من ارضنا لانها غالية علينا ولانها ارض مباركة ومقدسة ولا يمكننا التفريط ولو بذرة منها وهذه الاقوال مدعومة بالفعل والاصرار على ذلك ولا اطلقها فقط شعارات لأن الأرض كالعرض والذي يبيعها يشعر انه قد خسر كثيراً ولو أن أحدهم إضطر ليبيعها فليبيعها لابن بلده وشقيقه وابن عمه وليس للغرباء الذين لا يريدون لنا ولامتنا وشعبنا أي خير.