* 1.4 % فقط من ميزانية التطوير خصصت للأحياء العربية وهي نسبة تافهة

في إطار العمل الدؤوب لرفع الضيم عن المواطنين الحيفاويين المميز ضدهم ومحاربة التمييز في السياسة البلدية, بادر الحزب الشيوعي لطرح ميزانية بلدية بديلة لميزانية ياهف التي تميز بشكل صارخ ضد العرب في حيفا لكونهم عرب ولكون غالبيتهم ليست من أصحاب رؤوس الأموال . لقد تجاوب مركز مساواة مشكورا مع مبادرة الحزب الشيوعي لتحليل ميزانية ياهف المتعلقة بالأحياء العربية وفي طرح بديل لها.
لقد عقدت كتلة الحزب الشيوعي والجبهة يوم الأربعاء المنصرم الموافق 23/12/2009 اجتماعا في دار البلدية بهذا الخصوص دعت إليه كافة أعضاء المجلس البلدي ورئيس البلدية وإدارته والاحزاب الوطنية العربية ولجان الأحياء العربية وهيئات شعبية أخرى, فقدم أعضاء الكتلة هشام عبدو وعدنا زريتسكي شرحا عن ميزانية ياهف المجحفة بحق العرب وعن مشروع الميزانية البديله الذي يشكل نقلة نوعية جدية وكبيرة في المعركة من أجل المساواة الحقيقية. وأكدا ان الميزانية البديلة لا تتطرق فقط الى مشروع جدي هنا أو هناك بل لكافة تفاصيل ميزانية البلدية في جميع المجالات ولمجمل السياسة البلدية نحو العرب إنطلاقا من مبدأ المساواة ومساره التطبيقي في المدى المنظور.
ثم قدم مدير مركز مساواة جعفر فرح تحليلا وافيا ومفصلا لميزانية ياهف المتعلقة بالأحياء العربية وعرض النتائج الصارخة في التمييز التي توصل إليها بعد تمحيصها مع الاختصاصي في الاقتصاد أمين فارس من مركز مساواة. وتبين أن 1.4 % فقط من ميزانية التطوير خصصت للأحياء العربية وهي نسبة تافهة اذا أخذنا بالحسبان ان نسبة العرب من السكان تقارب 11% وإذا أخذنا بالحسبان ايضا التمييز التاريخي المتراكم ضد العرب . أما في الميزانية العادية فتبين تمييز صارخ أيضا. وعرض فرح الميزانية البديلة بتفاصيلها. وبعدها ترك المجال للمداخلات فشارك فيها جميع من حضر. لقد تغيب عن حضور الجلسة رئيس البلدية وطاقمه لأنه كما يبدو ليس لديه ما يدافع فيه عن فضيحة ميزانيته .
ودعت كتلة الحزب الشيوعي والجبهة كافة الكتل والأعضاء في المجلس البلدي لتأييد الميزانية البديلة التي طرحتها ولتنسيق موقف موحد بين كتل المعارضة في مواجهة ميزانية ياهف التمييزية وعقد اجتماع بهذا الخصوص. فعقد للمرة الأولى يوم الأحد الموافق 27/12/2009 اجتماع لكافة أحزاب المعارضة في المجلس البلدي المكونة من 5 كتل ولها 10 أعضاء مجلس. وأقر المشتركون بطلب من الحزب الشيوعي أن يكون التنديد بالتمييز ضد العرب في ميزانية ياهف موقفا مشتركا لجميع كتل المعارضة وان تكون الميزانية البديلة موقفا مشتركا هي أيضا لجميع كتل المعارضة وهذا ما كان. فسجلت بهذا جميع كتل المعارضة إنجازا تاريخيا مشرفا لها وموقفا قويا موحدا ضاغطا يدخل ياهف في مأزق يصعب عليه تمرير سياسته التمييزية المجحفة ويبشر بالخير للجماهير العربية ولكافة المواطنين المميز ضدهم في حيفا.