عرب اسرائيل ، فلسطينيو الداخل ، وعرب 48 ، كلها مسميات لاسم واحد يعيش ضياع الهوية وضبابية الوجود ، فنحن لا " مع عمنا بخير ولا مع سيدنا بخير " ، فالكثير من زعماء هذه الدولة وخاصة اليمينيين منهم ينظرون الينا نظرة شزراء وكأننا طابور خامس وشوكة في جنب الدولة اليهودية ندعم الارهاب ونصفق للعروبة ونتنفس القومية ، فإن اطعنا شرعية الله بالتكاثر صرنا خطرا يهدد الامن ، وان تعلمنا لنلحق بركب الحضارة اضحينا عدوا يعمل على زعزعة اركان الدولة
فلذلك لا نستأهل المساواة
اما الوجه الآخر للعملة والوجهان شاحبان فهو نظرة اهلنا العرب الاقحاح الينا ، فنحن في نظرهم خونة متعاونون ، نشرب من بئر الصهيونية ونعشق شارون ورابين وابن غوريون واللغة العبرية
ولطالما حاولت جاهدا ان اقنع المصريين حتى الادباء والمثقفين منهم أننا عرب بكل معنى الكلمة ولا نقِلُّ عروبةً عنهم ، بل نبزهم بالافتخار بالقومية وبالالتصاق بالتراث ومحبة لغة الضاد ، واننا نشّم تراب وطننا فنشمّ رائحة القداسة ، واننا نعشق الزيتون والصّبار والخرنوب في الجليل والمثلث والنقب ، واننا صامدون ، نأبى ان نهاجر وان ُنقلع ، نصمد في وجه العاصفة وامام التيّار ونحمل هموم شعبنا وجراحاته في اجسادنا
فيهُّز المصري الأسمر رأسه مجاملًة قائلا " كدة "
ما كنت اعلم
حدثتني احدى المعلمات انها كانت في زيارة لَعّمان الاردن ودخلت مع صديقتها الى دكان يبيع الحلويات ، وعند الاستفسار عن السعر تذمرت قائلة :" اف ، عندنا في اسرائيل ارخص من هيك "
فجن جنون الاردني واخذ الشّر يتطاير من عينه وانفه ، فذكر اسرائيل في دكانه كفر ونجاسة
يريدوننا مُنمَّرين عرب ال 67 وعرب 48 وعرب ال
وينسى هذا الاردني مع محبتي لقومي اننا فعلا من اسرائيل ، واسرائيل حامية عرش وطنه وانها حامية عروش معظم حكام العرب ، وينسى أن زعماءه لا ينامون قبل ان يقبلوا أيدي السادة هنا وفي امريكا
لقد مللنا وتعبنا
لقد أضحى الغراب الأسود في السودان يعايرنا بالُّسمرة
حقيقة نعيش واقعًا مًّرا اليمًا ، فالياس الرحباني ُيقدر ظروفنا ولكنه يريدنا ان نقدر ظروفه ، فالسوبر ستار العرب ليس لنا فيه نصيب وكذا الامر في الفضائيات العربية والفن العربي ، مع اننا لا نقل عن اخوتنا في المواهب والعطاء والابداع على كل ألوان طيفه
ماذا نعمل ؟ اخبرونا بربكم
اننا ما زلنا نتنفس عروبة ، ونتعشى ونتغدى مجدرة ونصبح على صوت فيروز والقهوة مع الهال !!
اننا نمقت ذاك الغراب الذي قلد الحمامة !!