الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 07 / أكتوبر 05:01

أكباش لعينة جعلوها سجينة

كل العرب
نُشر: 13/07/09 08:57

طرقت أبواب الفرح فدخلت الأحزان حياتها ، حاولت مرارا إظهار ابتسامة كاذبة هرولت الدموع حيث امتلأت ثيابها أخفت عتابها اختنقت أنفاسها فمن بين جميع البشر هذا هو حالها فهي أشبه بأرنب تحت براثين الأسد أو ربما كالغنمة المحاصرة بالذئاب فهي سجينة بين أكباش لعينة


علقم  الأيام جعلت حياتها تمتلئ بالأحزان حيث أصبحت تشعر أنها تحولت إلى بقايا إنسان على هامش الزمان بسبب بشر أو ربما أصناف بشر اعتقدت يوما أنهم لها سندا يحمون ظهرها دون أن تتوقع أبدا بأنهم من طعنوها غدرا دون ذنب رغم أنهم أقرباءها وهذا ما جعل المثل يبرهن  فقد صدق من قال أن الأقارب عقارب " فبسببهم دقت عقارب ضياع أحلامها وطموحاتها وهبت عواصف وداع مستقبلها وبناء ذاتها

 
سحر فتاه ولدت بحياة صعبة للغاية فقد أصبح بمتناول الجميع تحديدا هؤلاء من لا شرف لهم من يفعلون الذنب بالخفاء ويدعون العفة من أخفت عتمة الليل خطاياهم وبكى النهار من هراءاتهم أن يطلقون عليها ما يشئون من إشاعات وما على أهلها سوى أ يثبتون القول وضربها هو البرهان فقد عانت من الظلم مرارا حيث قررت أن تثأر ومن هذا القرار لا مفر فان ثأرها من الذين خذلوها وجعلوا مرار السنين مذاق حياتها ، من عم لم يكن لها سند، ومن خال لم يساهم بتغير الأحوال ، ومن جده لم تطلب لها النجدة فأن ثأرها من أما قالت هذا قدرنا ، ومن أبا لم يحرق الأشواك التي تحاول أن تمزق سمعتها ومن أخت شربت من ذات الكأس واكتفت بالصمت ، ومن أخا كاد أن يلبسها الكفن ، فأن ثأرها من أقرباء طهوا لها الغدر بالخفاء ومن غرباء صدقوا ما قيل عنها من هراءات ومن مجتمع يتحلى بالفتن ووطن فقد أسمى معاني القيم



أكباش لعينه جعلوا منها سجينة ربما تكون فتاة مسكينة أو ربما لعينة المهم أن حياتها بسببهم لم يبقى لها قيمة فقد كانت كثير ما تردد قائلا أن ما هي فائدة الحياة إذ فقدت كل شيء ولم يبقى منها سوى بقايا إنسانة بين أربعة جدران لا تفعل شيء غير أن تأكل وتنام ، تنظف وتجلس وبين فترة وجيزة تدخل حياتها الإثارة فالإشاعات أصبحت رفيقة دربها والكدمات علامات على جسدها ووجهها فبالنسبة لمحيطها أقصد للحثالة التي تعيش بينهم فسوى الشر لا يصدر منهم وكأنها تعيش في كربلاء  كربا وبلاء فالدموع أصبحت لديها مثل الحساء

يجب أن يصبح البيت أسرها وغير ذلك لا شيء لها ورغم هذا لم ترحم وكلما استعادة قوتها لتقف من جديد تأتيها ضربة من حديد حتى أصبحت بالكاد تلتقط أنفاسها وحتى إذ حاولت الدفاع عن نفسها فلا يحق لها وكأن لا علاقة لها بما قيل يجب أن ترى وتسمع ما جرى بها ومل يقال عنها وتلتزم الصمت ويجب أن تلوث سمعتها ويصل الغبار إلى شرفها وتحرق حياتها وتقف عاجزة عن إصدار حتى لو رد فعل  لدفاع عن ذاتها وأن تنتظر اقتراب يوم الممات دون البوح بأي العبارات وأن تقول ما فات مات وحتى لا يجوز لها العبث بالذكريات

أي حكم هذا صدر عليها فبسببهم انتهت عندها الحياة وأخذ يراودها التفكير بتصديق ما عنها يقال وان تقوم بعملية التطبيق أي أن تكون الإشاعة السيناريو وهي تقوم بأداء الدور ولكن مبدئها لم يسمح لها حتى لا تفقد على الأقل احترامها لذاتها ورضي الله عليها فهي تؤمن أنها لم ولن تجعل من نفسها سلعة بشرية فمن لوث حياتها ليس سوى حشرات قذرة ذات رائحة نتنه وإيقانها أنه طالما تطعن بظهرها فهذا دليل أنها بالمقدمة ومن يملك الجرأة فليواجهها وجها لوجه دون النفعي من تحت الستار ورميها بالأقذار وطالما لا شيء بحياتها تخاف أن تفقده

قررت الانتقام فقد أصبح قلبها بركان من الغضب والحقد فقد هدمت أمالها وطموحاتها وحكم عليها بالحياة الشاقة ظلما معاهدة نفسها بان لا يرون منها سوى كل شرا وأن لا يحلمون بثواني تجمعهم معها بسلام فبسببهم فقدت الأمان وشرعت بالتنفيذ بقلب خالي من المشاعر وعين ملتهبة مثل الجمر وبما أن لا شيء مهم بحياتها تفعله أخذت تعبث بحياتها مظهره لهم قيمتهم وأخطأهم واحد تلو الأخر وأخذت تحرق أعصابهم وهي مبتسمة

حزنهم أصبح فرحها وفرحهم سبب نكبتها أقليلا ما رأت منهم بحياتها هذا أبسط ما يمكنها مكافأتهم به ألم يلبسوا حيالها الزى الأسود ألم يجعلوا منها عدوا لهم يمكث بين أجنحتهم وحتى لو فرضنا أن ما قيل عنها صحيح فما ذنبها إذ بالأصل هي تعيش بين من لا شرف لهم بين من يهتفون بعبارات تدعى شرفيات ويستترون وراء ستار الدين أقوالهم شرقيه فعلا إلا أن أفعالهم غربية ربما الخطأ في بوصلة الاتجاهات
في ذات يوم حيث كانت سحر على الشرفة تقوم بنشر الغسيل وهي مخاطبة ذاتها  آه ما أصعب أن تحافظ على لون الغسيل حتى يبقى دوما ناصع البياض وما هي سوى دقائق تمر وهي على الشرفة وما تزال تنشر الغسيل وإذ بأحد أقرباءها وسرعة البرق يتوجه نحو منزلها مشهد سرق الاطمئنان من قلبها وكأنها اقتربت نهايتها ولكنها على الرغم من ذلك استمرت بالقيام بعملها وإذ أخاها يوجه نحوها سلاحه دون أن يتردد بإلقاء النار عليها قائلا  :- لمن ترمين الزهور على سطح الجيران

فقالت له بعد أن أخذت الطلاقات ( عيارات ) النارية مكانهم في جسدها ولطخ الغسيل الأبيض بدمائها وهي ترسم ابتسامة توحي الاشمئزاز والملل لا سامح الله أبناء الحرام وسقطت أرضا مغادرة دنيا الفتن

فهي انتقلت إلى مثواها الأخير وخلو سطح الجيران من الزهور كان هو الدليل على براءة من أصبحت جثة هامدة وقد شهدت صاحبة المنزل أن لا أحد قط صعد إلى  السطح في تلك الأثناء أو حتى قبل فقد خرجوا مهرولين لمعرفة اتجاه الصوت حين صدموا بصاعقة الموت ومشاهدة الأثواب البيضاء ملطخة بالدم
هي ماتت وانتقلت إلى رحمة الخالق وهم بقوا منحنين الرؤوس مكسرين  النظر فبأيديهم لوثوا غسيلهم رغم أنه كان أبيض لا شائبة به فقد كان منشور أمام جميع البشر حيث أصبحت سيرتهم على كل لسان وقصة سحر حديث الأيام

ربما أن البهارات رخيصة فمنهم من لم يبخل أبدا بوضع الكثير فسلاما على زمن ثمن كل ما كان رخيص وجعل الجواهر دون ثمن
هذه نهاية كل من يستمع للفتن صفع الوجوه من شدت الندم والبكاء ذلا وقهرا حيث لم يبقى للفرح عندهم مكان بدنيا الحرمان فلم يكونوا سوى أكباش لعينة وجعلوا من سحر سجينة وهم من دفعوا ضريبة الشاه المذبوحة زرعوا فحصدوا وشماتة الأعداء سمعوا فقد أصبحوا حديث الموسم بعد الانتهاء من مراسم الدفن


أما أنتم يا من تكتبون سيناريو للفتن لا تنسوا أن هنالك رب منتقم وسيأتي حين وتشربون من ذات الكأس آن لم يكن اليوم فهو حتما غدا

مقالات متعلقة

.