جنود إسرائيليون يروون ورطتهم في بنت جبيل

وجه بوجه

وبحسب الصحيفة  وصلت وحدة " جولاني"  لبنت جبيل ليلة الرابع والعشرين من تموز2006 ضمن عملية " خيوط الصلب" ردا على خطاب " خيوط العنكبوت" الذي كان الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله قد أداه في بنت جبيل عقب جلاء الاحتلال في أيار2000. وفي تلك الليلة كانت الطائرات قد مهدت للعملية الميدانية بقصف جوي متواصل حتى كنا نرى المنازل تتفجر وتتطاير كما بالأفلام قال الجندي فالد كاتشيكوف في شهادته وأضاف " في الساعات الأولى أحسسنا بالأمان والقوة وكنا نضحك ونتبادل النكات حول ما سنلحقه بعناصر حزب الله ولم نكن نعي ما ينتظرنا".
وأوضحت الصحيفة أن السرية شرعت بالتعّمق نحو البلدة عند الثالثة فجرا حسث سار الجنود في طابور طويل محافظين على مسافة بين الواحد والأخر وهم يحملون حملا ثقيلا من الماء والذخائر وأجهزة الاتصال. وأوضح التقرير أن المهمة الأولى للغزاة احتلال ثلاثة منازل كبيرة للتحصن بها لافتا إلى تمكنهم من السيطرة على منزلين بسهولة فيما تمنع الثالث بسبب بابه الفولاذي الذي فجر في نهاية المطاف بكمية كبيرة من المتفجرات ما تسبب بضجيج وانكشاف أمرهم من قبل حزب الله عند لقاء خيطي الليل والنهار.
مصيدة
وقال الجندي حكيمة أن حزب الله بدأ برمي قنابل يدوية لباحة البيت وأوضح أن القوة العسكرية التي كانت تنتظر اقتحام البيت لم تتوقع وجود نحو60 مقاتلا من حزب الله في المنطقة وأضاف " مع ازدياد رمي القنابل اليدوية أيقن القادة ضرورة إخراس مصادر النيران التي كانت تستهدفنا من خلف  جدار مقابل المنزل فأرسلوا خلية مكونة من أربعة جنود هرولوا بسرعة نحو كرم زيتون مجاور بهدف تنفيذ عملية التفافية على العدو لكنهم اصطدموا بشكل مفاجىء بجدار عال ما مكن حزب الله من إصابة كافة أفراد القوة".
وأشارت الصحيفة طبقا لشهادات الجنود أن قيادة القوة في تلك اللحظة أصدرت التعليمات بالهجوم نحو مصادر النار لكنها لم تكن تعرف أنها ستصطدم بالجدار إياه  وعندها بدأ مقاتلو حزب الله بإمطارهم بالرصاص والقنابل اليدوية عن قرب فيما قام قناصتهم باصطيادنا عن أسطح المنازل المجاورة.وأضافت "  وبادر مقاتلو حزب الله إلى رفع أياديهم فوق الجدار من الجهة المقابلة ورمونا بالقنابل اليدوية وبوابل من الرصاص نحو جنودنا المنتشرين بين أشجار الزيتون فتعالت صرخات الجرحى واستغاثاتهم".

تمني الموت

وقال الجنود أن محاولات إنقاذ الجنود الإسرائيليين العالقين داخل الكمين باءت بالفشل مرة تلو الأخرى حتى قتل عشرة جنود وأصيب ثلاثة وعشون أخرون طيلة ست ساعات من نار "جهنم" وأضافوا " لم تتوقف النيران حتى الساعة الواحدة ظهرا وعندها تمكن جنودنا من سحب الجرحى والقتلى لداخل المنزل ومنه بدأوا بإطلاق النار صوب مواقع حزب الله فيما أضطر بعضنا لصفع زملاء لنا أو غسلهم بالماء لدفعهم لمواصلة إطلاق النار بعدما أصيبوا بالصدمة وبعضهم غص بالبكاء سيما وأن المروحيات لم تتمكن من بلوغنا لإسعافنا ومساعدتنا على الانسحاب". وقال الجندي أفيحاي يعقوب " سلمنا بالموت حيث كنا رجالا محطمين نفسيا داخل المنزل وبكى بعضنا دون انقطاع وكنت أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعني ومن شدة وقع المأزق تقيأت وكدت ألفظ روحي"
وقال الجندي موشيه نحوم أن تجربة بنت جبيل كانت الأقسى في حياته لافتا لمشاهد زملائه الجرحى النازفين والباكين وللجثامين المكدسة داخل المنزل وسط بركة دماء وأضاف " في الأسبوع الماضي بدأت الوحدة بإجراء تدريبات في سفوح جبل الشيخ وفجأة لفتني قشعريرة لأن التدريبات أعادتني لجهنم بنت جبيل.
ونوهت الصحيفة أن جنود الوحدة المذكورة كانوا قد تمردوا على قيادة الجيش قبل نحو الشهرين لاتهام الجيش بإهمالهم وعدم مداواة جراحهم النفسية بعد معركة بنت جبيل لافتة إلى أن بعضهم سيحظى بأوسمة الشجاعة لمخاطرتهم بأرواحهم خلال نقل زملائهم الجرحى من كروم الزيتون لداخل المنزل.