الرئيسية مقالات

"لماذا تفوّقوا؟ الشعب الصيني  نموذجًا.. وماذا عنّا؟"

كل العرب
نُشر: 02/07/25 12:36
"لماذا تفوّقوا؟ الشعب الصيني  نموذجًا.. وماذا عنّا؟"

"لماذا تفوّقوا؟ الشعب الصيني 
نموذجًا.. وماذا عنّا؟"
""""""""""""""""""""""""""""""""""
بقلم: [مرعي حيادري]

في عالمٍ تتسارع فيه خطى التطور العلمي والتكنولوجي، يبرز الشعب الصيني كنموذج فريد من نوعه في الالتزام، والتخطيط، والانضباط الجماعي. ورغم اختلاف المعتقدات الدينية والقيم الحضارية بينه وبين الشعوب العربية المسلمة، إلا أنّ النجاح الصيني يطرح سؤالًا حتميًا: ما الذي يؤمن به الصينيون؟ ولماذا تفوقوا؟ وأين نحن من كلّ ذلك؟


ما يؤمن به الشعب الصيني
"""""""""""""""""""""""""""""""
الشعب الصيني لا يؤمن بإلهٍ على النمط الإبراهيمي الذي نعرفه، ولا يُصنَّف ضمن الشعوب المتديّنة. لكنه يؤمن بمجموعة من *القيم التي تحكم سلوك الفرد والمجتمع، وأبرزها:العمل الجاد كفضيلة أخلاقية عليا.
*الولاء الجماعي والتضحية لأجل الصالح العام.
*التركيز على النتائج العملية لا على الخطابات المثالية.
*التعليم كطريق للترقي الاجتماعي.

هذه القيم ليست دينية، لكنها تملك قداسةً خاصةً في الوجدان الصيني. وحين نراقب كيف يكدّ الطالب من الخامسة صباحًا حتى العاشرة ليلًا، وكيف يعتاد العامل الصيني العملَ ستة أيام في الأسبوع بلا شكوى، نُدرك أننا أمام حضارة تبني مستقبلها بالصبر لا بالشعارات.


الشعب العربي المسلم.. وفجوة التطبيق
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
نحن كعرب مسلمين نحمل رسالة عظيمة ودينًا متكاملًا يحثّ على طلب العلم، وإتقان العمل، وتحقيق العدالة، وخدمة الإنسانية. لكن المفارقة المؤلمة أننا لا نطبّق ما نؤمن به كما ينبغي.
ديننا علّمنا أن "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة"، ولكنّ واقع الحال يُظهر شعوبًا أنهكتها الخطابات الدينية المنفصلة عن التنمية، وتسببت بعض السياسات في فصل الدين عن القيم العمليّة، حتى أصبح العمل متأخرًا، والبحث العلمي محدودًا، والنجاح فرديًا لا جماعيًا.

الفرق الحقيقي: في النمط العقلي لا العقائدي...
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
ليست المشكلة في ما نؤمن به، بل في كيفيّة إدارتنا لما نؤمن به. الشعب الصيني أدرك أن الأمم تنهض حين يشتغل الإنسان على ذاته، ويتحرّر من انتظار التغيير الخارجي. في حين ننتظر –غالبًا– معجزة تغيّر واقعنا، دون 
أن نغيّر أنفسنا.

*الدرس الصيني للعرب
""""""""""""""""""""""""""""
لعل أهم ما يمكن أن نتعلّمه من الصين، هو:
أن التفوّق لا علاقة له بالانتماء الديني، بل بالممارسة اليومية.أن التعليم والبحث العلمي استثمارٌ وطني لا ترف فكري.
أن الانضباط والالتزام قيمٌ عالميةٌ لا شرقية ولا غربية.نحن نملك المقوّمات الحضارية والأخلاقية، ولدينا أجيالٌ ذكية وطاقات هائلة، ولكننا بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتنا، وتفعيل الإيمان في الفعل، لا في الخطابة.
لن يُسأل العرب يومًا: "لماذا لم تكونوا صينيين؟"
لكن قد يُسألون: "لماذا لم تكونوا مسلمين كما أراد الإسلام أن تكونوا؟"
إن التفوق لا يُستعار، بل يُصنع. فلنتعلّم، لا لنتقلّد، ولنتقدّم لا لنتفاخر.

"إنتاج العالم العربي والعلم عندنا 
ما الدرس الذي يجب أن نتعلّمه"؟
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
*الوفاء للقيم يبدأ من التخطيط الفعلي
القيم تصير قوتها أكبر حين تتحول إلى استراتيجيات وتطبيقات عملية.
*الاستثمار الأعلى لا يعني البقاء في الخلف
دعم الحكومات ومؤسسات القطاع الأهلي هو الطريق الحقيقي للنمو العربي.
*الاحتكاك بالصيني ليس يحذوهم فقط، بل ليُلهِمنا نظمهم لا نقصد التقليد، بل نقد "نهج التطوير بالدليل".

خاتمة
"""""""""
وبما أن الصين قوة عالميه تحاول الهيمنة على العالم اقتصاديا وماديا واستراتيجيا ،فمن الطبيعي جدا ان تحاول منافسة امريكا على مناطق النفوذ العربية وخاصة الخليج المليء بالنفط ومواد الخام وان تتقاسمه مع بقية دول العالم الخمس الكبرى حتى يصبح لها تأثير عالمي على المجريات ودعم تلك الدول اقتصادي وايضا عسكريا والابقاء على متانة العلاقة معهم..
الصينيون لم يتفوّقوا بسبب طبيعتهم القومية، بل بسبب نهج منظّم مدعوم بالمال والدراسة والممارسة الجماعية اليومية.ونحن، كعرب مسلمين، نحمل رسالة وقيمًا عظيمة، ولكن 
ما زلنا نفتقر لتفعيلها في الجانب العملي والمؤسسي.لن يقال لنا يومًا: "لماذا لم تكن صينيًا؟"، لكن يُسألنا: "لماذا لم تطبّق أخلاق الإسلام ومبادئه في تحقيق المعجزات العلمية؟"
الإيمان لا يُستعار… بل يُترجم إلى
 فعلٍ يتكرّر كل يوم..!؟..
اللهم اني حللت واستنتجت ،وان كنت هلى خطأ فصححوني...!!