الوعي ورص الصفوف يجب ان يكون سيد الموقف هذه الأيام

يتعرض مجتمعنا العربي في البلاد الى سياسة خبيثة وهي زرع البلبلة والفوضى في صفوفه ، ولذا يجب العمل على درء الاخطار والأحقاد لأولئك الذين لا يدينون إلى مجتمعنا بالولاء , وهذا يتحتم علينا اليوم كل في موضعه العمل الجاد لترسيخ السلم الأهلي و رص الصفوف والحفاظ على المجتمع من كل شر وفتن .

نحن نعيش عصرا تسود فيه ثقافة الفتن وبث الكراهية الطائفية , وعلى المجتمع بكل مؤسساته أن بصهر ويذوّب الهويات العائلية القبلية والطائفية والفئوية الضيقة بالتوعية والتعليم في هوية المواطنة الواحدة في ذات البلد الواحد وذلك بتربية أولادنا التربيه السليمة منذ الصغر باحترام الغير المختلف عنا واحترام آرائه ومذهبه والتعايش معه وعدم إبداء العداوة له , فالدين لله والوطن للجميع ، وعلينا نبذ العنف ومحاربة التعصب العائلي لانه يعتبر احد العوائق في المجتمع , لذا على سلطاتنا المحلية بذراعها الاجتماعي والتربوي عمل كل ما تستطيع من اجل بث رسائل التوعية والإرشاد والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع الواحد وبالذات في القرى متعددة الطوائف وتدعو الى استتباب الأمن والسلم الاهلي وتهيئة الأجواء لنمو المجتمع وإحداث نقلة نوعية في مستوى حياة الإنسان الى الأفضل .
على رؤساء سلطاتنا المحلية أن يتقدموا خطوة الى الأمام ويهتمون أكثر بالتربية والتعليم وحل المشاكل الاجتماعية المتراكمة وعلاج رواسب التعصب العائلي وأن يقودوا مجتمعنا الى بر الامان , وليس من الحكمة ان الشباب البلطجي يقودون مجتمعهم اليوم الى الهاوية وعقلاء القوم يتفرجون عليهم ويتدخلون فقط عندما يقع الفأس بالرأس .
على الاهل تربية اولادهم منذ الصغر وتوعيتهم عند الكبر من مخاطر استعمال المخدرات والعنف في حل مشاكلهم والاتجار بالممنوعات وما يترتب عليها من مضاعفات خطيرة تؤدي الى القتل .
ان ما يحدث من انفلات في مجتمعنا وفي مدارسنا هو دلالة واضحة على فشل التربية الاسرية والمدرسية , وما نرى من عنف وقتل هو نتيجة إهمال الكثير من الأسر بتربية ابنائهم .
ان غياب القانون وعدم قيام الشرطة بمهامها كما يجب عن قصد يفقد المجتمع اتزانه ،ويكون أقرب الى قانون الغاب ويخلق الفوضى التي تتخلخل في سلوكيات أفراد المجتمع ، فتنقلب الأمور إلى الفوضى والعنف واطلاق نار والقتل والخاوة والابتزاز وتنقلب الحياة عندها الى جحيم .
علينا تربية اولادنا منذ الصغر والتمسك بالأخوة الصادقة والاحترام والمحبة والجيرة الحسنه واحترام الرأي الآخر لنعيش مع بعضنا البعض العيش الكريم من اجل ان نضمن لنا ولأجيالنا القادمة المستقبل المشرق ان شاء الله .
الدكتور صالح نجيدات