شنّ اليمين المتطرف ورؤساء سلطات محلية حملة شعواء على جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، بعد السماح لكتلة الجبهة الطلابية بإحياء الذكرى الـ74 لنكبة الشعب الفلسطيني ورفع الأعلام الفلسطينية في حرم الجامعة.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رفع الأعلام الفلسطينية داخل حرم الجامعة، حيث كان الطلاب العرب يقومون بوقفتهم على مدخل الجامعة، وفي العام الماضي انتهى بعنف شديد من قبل اليمين وإصابات في صفوفهم.

وكان أول المهاجمين رئيس بلدية بئر السبع، روبيك دنيلوفيتش، الذي وجه رسالة شديدة اللهجة لرئيس الجامعة، اليروفيسور دانيئيل حايموفيتش، عبر فيها عن استيائه الشديد من تمكين الطلاب من التحريض ضد دولة إسرائيل، على حد تعبيره، وقال: "أخجل من رفع أعلام فلسطين في حرم جامعة بدولة إسرائيل وترديد أناشيد من أجل الأعداء الذين يريدون تدميرها"!

ورئيس بلدية بئر السبع أشاد في وقت سابق بتشكيل ميليشيا مسلحة من مؤيدي بن غفير في المدينة لإعادة الحكم، على حد تعبيره، ما أدى بعرب النقب إلى مقاطعة المدينة ومهاسر هائلة في المراكز التجارية.

وانضم إليه رئيس محلس إقليمي مرحافيم في النقب، رئيس المجالس الإقليمية في البلاد، الذي طالب مجلس التعليم العالي ووزيرة التعليم بالتدخل لوقف هذه المشاهد في جامعات إسرائيل.

وكعادتها، حولت منظمة "رغيفيم" الإستيطانية المشهد إلى تحريض ارعن ضد العرب وقالت "هذه هي بدوستان التي تحدثنا عنها".

وقال مصدر في الجامعة لمراسل "كل العرب" إن رفع العلم الفلسطيني لا يحظره القانون الإسرائيلي، وذكّر بالعنف ضد الطلاب العرب العام الماضي، حيث تمّ محاصرتهم من قبل اوباش اليمين في السكن الجامعي لي حارة "ج" في بئر السبع، في حين رفض رئيس بلدية بئر السبع التحرك حين توجه إليه رؤساء سلطات محلية عربية لوقف الإعتداء.

وفي رد رسمي قالت الجامعة إنها تلقت تصريحا من المستشار القانوني للحكومة، بأن رفع العلم الفلسطيني غير ممنوع، علما ان حكومة إسرائيل لها اتفاقات مع السلطة الفلسطينية.

وأشارت الجامعة إلى ضرورة منح مساحة للطلبة من الطرفين التعبير عن رأيهم.

وكانت الجامعة تعرضت موخرا لانتقاد شديد من قبل الطلاب العرب ومطالبة بمقاطعتها، بعد أن قامت الشرطة باعتقال الطالبة الجامعية مريم أبو قويدر من داخل الحرم، أثناء مشاركتها في وقفة احتجاجية تنديدا باغتيال الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

وكان الطلاب العرب في جامعة "بن غوريون" بمدينة بئر السبع احيوا قبل ظهر اليوم، الاثنين، الذكرى الـ74 لنكبة الشعب الفلسطيني، إذ رفعوا الأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات وشعارات للتذكير بالنكبة، ورددوا النشيد الوطني الفلسطيني والأغاني الوطنية.

وفي وجود مكثف لأمن الجامعة الذي فصل بين الطلاب بمتاريس، تظاهر العشرات من طلاب اليمين الإسرائيلي المتطرف، بدعوة من منظمة "إم ترتسو" وحملوا الأعلام الإسرائيلية، محاولين استفزاز الطلاب العرب بألفاظ نابية وشتائم وهتافات "الموت للمخربين".