عُثر، عصر الجمعة، على طفلين (3 و 4 سنوات) فاقدين للوعي داخل سيارة مغلقة في حورة - النقب.

وخضع الطفلان لعمليات انعاش باءت بالفشل، اذ أقر الطاقم الطبي في مشفى سوروكا وفاتهما لاحقًا.

هذا وفتحت الشرطة من عندها تحقيقًا بالحادث.

وإتضح من التحقيقات الأولية أن الطفلين دخلا إلى سيارة خردة في شارع مجاور لبيتهما، والتي اغلقت عليهما، حيث وجدهما عابر سبيل وقام بنقلهما حتى مفرق حورة، وبالمقابل استدعى سيارة إسعاف قامت بنقلهما مع إنعاشهما إلى مشفى سوروكا بئر السبع.

وقال البرامديك أنيس ابو دعابس: "التقينا بسيارة خاصة على مدخل بلدة حورة ووجدنا طفلين درجة حرارة جسديهما عالية جدا. اخبرونا أنهما كانا في سيارة مغلقة لفترة طويلة وتم إخراجهما منه وهما فاقدان للوعي، فبدأنا بعلاج مكثف تخلله تبريد الجسمين والإنعاش المكثف، مع نقلهما إلى مستشفى في وضع ميؤوس منه".

وفي المستشفى أُعلن رسميا عن وفاتهما بعد فترة قصيرة من وصولهما.

ويفيد مراسل "كل العرب" أنه في ظل عدم وجود ساحات للعب حتى في البلدات العربية في الجنوب، يجد الكثير من الأطفال الملاذ في ألعاب لا يعرفون أنها تشكل خطرا حقيقيا على الحياة. والوضع أكثر سوءا في القرى مسلوبة الإعتراف. 

وتعيد هذه الكارثة إلى الواجهة مصرع الشقيقين محمد وأحمد أسدي (3 و4 سنوات) بعد أن نساهما والدهما الذي كان يدرّس في قرية السيد في النقب في المركبة، في يونيو 2016 - حيث ظن أنه انزلهما في الحضانة. 

وأعرب مجلس حورة المحلي عن عميق حزنه وأسفه في أعقاب المأساة التي بـ آل النباري بوفاة طفليهما تامر أحمد النباري ويوسف تامر النباري ظهر هذا اليوم في ظروف تراجيدية.

تجربة علمية تثبت تحول السيارات إلى مصيدة موت

وكان النادي العام للسيارات في ألمانيا "ADAC" حذر صيف العام الماضي أصحاب السيارات من ترك الأطفال في السيارة ولو حتى لفترة قصيرة، إذ يمكن أن ترتفع درجات الحرارة سريعا داخل السيارة لتصل إلى 60 درجة مئوية، وحتى إذا تركت النوافذ مفتوحة بعض الشيء فهذا لا يقلل من خطورة الأمر.

وفي تجربة قام بها نادي السيارات في مايو/أيار 2021 سرعان ما ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات لا يمكن تحملها، حيث وصلت درجات الحرارة داخل سيارتين متطابقتين في التصميم ومختلفتين في درجة فتح زجاج النوافذ إلى نفس القيم المهددة للأرواح عندما كانت درجة الحرارة خارج السيارة تبلغ 28 درجة مئوية. 

ومع بقاء النوافذ مغلقة ارتفعت درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية بعد عشر دقائق، ثم سجلت 45 درجة مئوية بعد مرور 20 دقيقة. وارتفعت إلى 36 وحتى 42 درجة على التوالي داخل سيارة تم انزال زجاج نافذتين بها قليلا، وسجلت درجات الحرارة أكثر من 50 درجة في كلتا السيارتين - ذات النوافذ المغلقة والأخرى ذات النوافذ المفتوحة قليلا - بعد الوقوف ساعة في الشمس الحارقة!