في الربيعْ
/
تُجَفِّفُ الشمسُ ما تبقى من دموعٍ/
سَفَحتْها عيونُ الشتاءْ
/
تستردُ السهولُ أزهارها
/
تستعيدُ العصافيرُ فَنَّ الغناءْ
/
في شهر آذارَ تحتفى الأرضُ/
بعودةِ ابتسامات السماءْ
/
معلنةً: ها قد دنا يومُ ميلادي! /
حزِنَتْ زهرةٌ تسلقت على الصَبّارِ عندما/
نظرت حولها ولم تجدني في بلادي
/
يا زهرةَ السوْسَنِ انتظريني! /
مؤقتاً
مؤقتاً كان ابتعادي
/
لا تحزني! /
عَوْدتي
من دونها خرْطُ القَتادِ /
***
في الشتاءْ
/
تهدي الجبالُ بذرةَ النرجسِ البلديِّ /
للسهول والوديانْ
/
فينبت الجمالُ حُلةً/
تسلبُ الألبابَ في نيسانْ
/
أقولُ للجدران في مدينة بعيدةٍ: /
يا ليتني كنتُ في السفوح والحقولِ /
واحداً من حُماة الزيتون
/
أو حاملاً شبابةَ الرُعيانْ! /
يا ليْتَ نسمةً تجيءُ من روابي بلادي
/
لكي أشتمَّ عبقَها الفتَّانْ
/
أنادي في حديقةٍ غريبة اللسانْ: /
يا بلادَ البرتقال والزيتون والرُمّانْ
/
يا بلاد الأهل والأحباب والخلانْ! /
إنْ عُدتُ
هل يعود ذلك الزمانْ؟ /
حسبي أن التربةَ التي أنجبتني
/
وفي صباي ذاقت قطرةً من دمي/
ستبقى دائما وطناً لعاشقٍ ولهانْ
/
قريتي التي في غيابيَ تمخضت عن مدينةْ
/
ستحمي دائماً جذورَها المتينةْ
/
ستبقى بأهلها في العيون موطناً/
للوئامِ والوفاءِ والسَّكينةْ
/